لم تخب مدينة ود مدني ومن قبلها ولاية الجزيرة ظن المجتمع السوداني حينما لجئوا إليها وإحتموا بها رغم أنها أكثر الولايات ظلما وتهميشا حينما كانت تنظر للمال ووظائف السلطان توزع شمالا وشرقا وغربا وجنوبا فكانت الممارسة عندهم مختلفة والمعارضة غير فهي ولاية متماسكة رغم إختلاف مناهج أهلها ودفعت في سبيل ذلك ثمنا غاليا خلال فترة الحكومات الشمولية، إلا أن مايميزها هي الروح التكافلية والإنسجام الذي شبت عليه كولاية ومدينة ،وتعتبر ودمدني هي مدينة الخيريين الأولي وقام مجتمعها على ذلك فهي المدينة التي أسس مواطنيها المدارس فكانت مدارس الشيخ الجيلي حسن صلاح،وشيخ أبوزيد، وفريني، والهوراة ،وشقدي، وعبدالستار،وأبوبكر عثمان ،والليثي، وأبوسنون ،وإبراهيم الخواض،وبابكر أبوسنون وغيرهم ممن شيدوا المدارس،وأيضا أسهموا كثيرا في بناء المساجد منهم على سبيل المثال مساجد البوشي، وأبوسنون ،والخواض ،وزيادة، وقيصر ووضعوا رصيدا زاخرا من صالح الأعمال ،
وإنداحت أيضا إسهاماتهم في تشييد المرافق الصحية والخدمية فهي مدينة جبلت على فعل الخير لذلك ليس مستغربا أن تحتضن هذا العدد الكبير من الذين نزحوا بسبب الحرب وإمتصاص الصدمة الأولي لهم وظل شباب هذه الولاية لأكثر من شهرين يستقطعون من قوتهم وصحتهم وعملهم لأجل إستضافة إخوانهم من الخرطوم وغيرها من بقية الولايات المضطربة فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم فأغلب الأسر إستضافت عدد منهم وتقاسمت معهم المأوي وأخرين تمت إستضافتهم بالمدارس وداخليات صندوق رعاية الطلاب فتأقلم بعضهم على ظروف الحياة ومارسوا مهنا لأجل كسب العيش وهم يمنون أنفسهم بأن يعودوا معززين مكرمين إلى منازلهم وملاذهم الأول
فودمدني مدينة لاتعرف الإنحياز الجهوي والقبلي كما يمارسه البعض ويسترزق منه لذلك إختارتها الغالبية كمأوي لهم ولأسرهم كحضن بعد أن إشتعلت الحرب وأصبحت بعد ذلك مركزا تجاريا للسلع والبضائع وطرحت حكومة ولاية الجزيرة للمتأثرين من التجارة مواقع تجارية يجري السحب عليها الأن لجأ أغلبهم للجزيرة رغم أنه توجد حوالي ١١ولاية تنعم بأمن واستقرار.