راي

العزف على الأوتار ــ يس الباقر ــ أين العدالة ياكهرباء السودان؟ ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

أكثر من خمسة شهور مضت على تحرير ولاية الجزيرة وكان الأمل معلق على أن تعود الخدمات فيها بأسرع فرصة ممكنه ولانقول مستحيلة من خلال تسخير المتاح وإستقطاب الدعم الإتحادي من المؤسسات والوزارات حتي تعود الحياة لطبيعتها ولأفضل مما كانت عليه بقية الإستفادة من أخطاء الماضي وتحويل تلك الأخطاء ومعالجاتها لإيجابيات ملموسة تنعكس على ذلك إيجابا على خدمات هي في الأصل مدفوعة القيمة والثمن.
ومنذ تحرير سنجة ومرورا بودمدني والخرطوم كان أغلب حديث قادة المجلس السيادي وعلى رأسهم الفريق البرهان والفريق كباشي هو توفير الخدمات للمناطق التي تم تحريرها ولكن رغم مضي هذه المدة هل تم ذلك؟
الكهرباء واحدة من القطاعات المتأخرة جدا وهي كذلك مهمة جدا ترتبط بها كل حركة الناس وعمليات الإنتاج ومرافق تقديم الخدمات .
فبرغم أن حكومة ولاية الجزيرة إجتهدت كثيرا بماهو متاح لها من موارد وساهمت كثيرا في شراء المئات من براميل زيوت المحولات بجانب جهودها في بقية المرافق من تعليم وصحة ومياه إلا أن المواطنيين لازالوا في حيرة من أمر هذا القطاع وأعني قطاع الكهرباء والذي لازال يواصل فشله في توفير تيار كهربائي أمن ومستقر لمواطني الولاية وحتي عندما تأتي لاتستمر سوي بضع ساعات وأحيانا للحظات صحيح أن هذا القطاع تعرض لتدمير كبير ولكن هذه الفترة كافية لمعالجة هذا الخلل من خلال زيادة الأتيام والإستفادة من الخبرات والمعاشيين وكوادر الولايات وماإلى غير ذلك.
وحتي لانحمل السيد الوالي إخفاقات مؤسسة هي في الأصل مؤسسة إتحادية أدمنت الفشل حتي قبل أن تندلع الحرب رغم ذلك دفعت لهم الولاية الكثير من المبالغ ومن بينها مبالغ تحفيز للعاملين لأجل إستعادة التيار لمدن وقري الولاية ولكن رغم ذلك لم تتمكن هذه المؤسسة من الإيفاء بذلك وكنا نتوقع بعد الحرب أن تعمل هذه المؤسسة بمبدأ جديد وروح جديدة وتقابل تحدي التدمير بالتعمير والخراب بالإصلاح،ولكن يبدؤ أن هذا القطاع يحتاج لمراجعة شاملة لطريقة إدارته وعلاقات الشركات التي تعمل معه وبداخله والتي أثبتت فشلها وما تسمية هيكل هذه الإدارة من هيئة إلى إدارة إلا كونها صورة لدمغ الفشل وتأكيد تراجعه من خلال إنعكاس ذلك على واقع قطع عشوائي وبرمجة وهذه في حد ذاتها أولي خطوات الفشل،فكيف تبرمج الكهرباء لشخص أو مؤسسة أوشركة هي في الأصل تدفع قيمة فاتوتها مقدما؟والمؤسسات الناجحة تستقطب زبائنها حتي لو بنظام الدفع الأجل ناهيك عن خدمة يدفعها المواطن أو الزبون مقدما،كما وأن هذه المؤسسة وبنفس طريقتها تعمل على إعادة التيار في الكثير من الأحياء وبعض القري بطريقة غريبة لاتتبع فيها العلمية والمنهجية،وحتي لايقفذ لنا من يقولون بأن هذه التوصيلات تتم من ناحية هندسية أوفنية فإن ثقافة الناس العامة قد تجاوزت الكثير من المعرفة وأصبح كل شئ متاح وأن كل قرية وحي بها من الكوادر الهندسية مايجعله ملما بذلك.
وختاما لا أود القول أن هذا القطاع يحتاج لوقفة فقط من الدولة وإستعدالة،أو إحالات عام١٩٩٤م والتي غادر بموجبها أكثر من ٤٠٠٠عامل وموظف ومهندس وتقني الكهرباء وإنما يحتاج لإعادة هيكلة كاملة ودعمه بكوادر إدارية مؤهلة ليس على مستوي الرئاسة فحسب بل في كل القطاعات الحيوية والهامة،ومعالجة الدولة نقص الإمداد وأن تترك لفنيها معالجة سؤ إعادة التوزيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى