السفير عمر الصديق، وزير الخارجية المكلّف، يودّع الصين ويؤكد: الشعب السوداني سينتصر بإرادته ووحدته ــ بكين : أسامة مختار

بكين : أسامة مختار

ودّعت الجالية السودانية في الصين ، بالتعاون مع السفارة السودانية يوم أمس الأحد، السفير عمر محمد أحمد صديق، وزير الخارجية المكلّف وسفير السودان لدى جمهورية الصين الشعبية، في حفل تكريمي أقيم بمناسبة انتهاء فترة عمله في البلاد.

كما أفاد مراسل الإذاعة السودانية من بكين، شهد الحفل حضوراً واسعاً من أعضاء البعثة الدبلوماسية والجالية، وتخللَه عددٌ من الكلمات الرسمية والمجتمعية التي عبّرت عن التقدير لمسيرة السفير

وفي كلمته خلال الحفل، ثمّن السفير عمر صديق جهود الجالية السودانية، مشيداً بروح التآلف والدعم المتبادل الذي ساد طوال فترة عمله. وقال: “منذ قدومي إلى الصين قبل عامين ونصف، لم أشعر قط بالبعد عن الجالية، بل وجدت الودّ والاحترام والتلاحم الذي يجسد معنى الانتماء للوطن“

وأكّدَ صديق أن تطلعات الشعب السوداني نحو السلام والاستقرار والحياة الكريمة ستظل في مقدمة أولوياته، قائلاً: “الطموحات كبيرة جداً، وتحقيقها يتطلب بعض الوقت وجهداً مشتركاً، لا من الحكومة وحدها، بل من كل أبناء الشعب“.

تناول في حديثه حجم الدمار الذي طال البلاد، واصفاً إياه بـ”الدمار الممنهج”، مضيفاً: “ما يحدث لا يمكن مواجهته بجهد فردي أو رسمي فقط، بل نحتاج إلى وقفة وطنية شاملة من الجميع وأشاد الوزير بدور القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في مواجهة التمرد، مؤكداً أن ” النصر قادم بإذن الله، وشدّدَ على أن أعظم الأمم هي التي نهضت بعد الحروب بقوة شعوبها، وأنَّ الشعب السوداني، بعزيمته ووحدته، سينتصر.

كما دعا أبناء الجالية السودانية إلى ترسيخ قيم الوطنية في نفوس أبنائهم، قائلاً: “علّموا أبناءكم حب الوطن، وكيف يخدمونه ويخدمون أهله، فالسودان يحتاج إلى كل سواعد بنيه في هذه المرحلة المِفصَلية“

وفي ختام كلمته، ثمّن وزير الخارجية المكلف عمر الصديق العلاقات الثنائية بين السودان والصين، مشيراً إلى أن الصين شريك استراتيجي مهم، ومعرباً عن تطلعه إلى مساهمة الشركات الصينية في جهود إعادة البناء والإعمار في السودان لما تملكه من خبرات واسعة في هذا المجال.
من جانبها، هنأت السيدة ميمونة أحمد خالد، نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية في الصين، السفير عمر الصديق بمناسبة تعيينه وزيرًا مكلّفًا بالخارجية، متمنية له التوفيق في أداء مهامه خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
ونيابة عن طاقم السفارة، عبّرت عن شكرها وتقديرها للسفير على قيادته الحكيمة للبعثة طوال السنوات الماضية، مشيدة بجهوده في تعزيز العلاقات الثنائية بين السودان والصين، وتمثيل البلاد بفاعلية في المحافل الدبلوماسية.
كما قدّم المهندس محمد عبد الرحيم، ممثل الجالية السودانية في بكين ، شكره للسفير على تعاونه المستمر مع الجالية ودعمه لأنشطتها، بالإضافة إلى رعايته للطلاب السودانيين المقيمين بالصين خلال فترة عمله.

الجدير بالذكر أن وزير الخارجية المكلف السفير عمر الصديق تخرّج في جامعة الخرطوم عام 1979، ونال منها درجة الماجستير في العلوم السياسية. التحق بوزارة الخارجية عام 1980، وتدرّج في عدد من الإدارات والمواقع داخل الوزارة وخارجها، حيث عمل سفيرًا للسودان في ألمانيا، المملكة المتحدة، جنوب أفريقيا، ومندوبًا دائمًا لدى الأمم المتحدة في نيويورك. كما شغل منصب مدير الإدارة السياسية برئاسة الجمهورية (مجلس السيادة الانتقالي)، قبل أن يُعيّن سفيرًا لدى جمهورية الصين الشعبية.وسيتولى مهامه وزيرًا مكلّفًا بوزارة الخارجية خلال الأيام المقبلة.