بين ليلة وضحاها اصبح مندوب السودان بالامم المتحدة السفير الحارث ادريس بطل قومي في السودان ويعود ذلك للخطاب التاريخي الذي تلاه أمام مجلس الأمن الدولي حيث استطاع السفير ان يلجم مندوب الإمارات الذي شكك في سيادة الحكومة السودانية ورد السفير بكلمات سطرها التاريخ واظهر التاريخ الحقيقي لدويلة الإمارات والمكانة الطبيعية التي يجب ان يكون فيها السودان ولكن رغم كل هذا الابداع في الخطاب التاريخي الا ان بعض القوى السياسية انتقدت الخطاب
تواصلنا مع السفير الحارث ادريس مندوب السودان بالامم المتحدة وتم طرح عدد من الأسئلة عليه عبرهذا الحوار فكانت مضامينه كما يلي …
حوار …سارة الطيب ونصر الدين عثمان
*انتقدت تنسقية تقدم عبر رئيسها حمدوك الخطاب الذي قدمته لمجلس الأمن ماهو تعليقك علي ذلك؟
استخدمت الإمارات في حرب العدوان ضد السودان ما يعرف في العلاقات الدولية بالــــ Hard diplomacy وهي مزيج من القوة الصلبة واستخدام القوة العسكرية والقهر الذي تنفذه المليشيات المدعومة من قبلها للقضاء على السودان وتدمير بنيته التحتية ويشمل هذه المفهوم التدخلات العسكرية في شؤون الدول وتوظيف التهديد وممارسة النفوذ للتأثير على مواقف الدول. ولذلك هل يريدني (التقدميون إلى الخلف) الذين شنوا عليّ حملة كراهية ممنهجة وبوستات تضليل إعلامي عنصرية دعماً للمندوب الإماراتي كاشفين تحالفهم مع دولته لهدم السودان وتقتيل المدنيين واغتصاب الحرائر، هل يريدوني أن أهديه باقة ورد، لن يحدث ذلك أبدا. وان الدول التى تنتهك الميثاق وتبخس سيادة السودان غير جديره بالاحترام .
*هل كان لديك خيار آخر غير تقديم الخطاب بهذة الطريقة؟
كان أمامي خيار واحد؛ أن أحذو حذو خطاب نيكيتا خروتشيف في الجمعية العامة في 12 أكتوبر 1960 وطريقة خطابه مثلت نوعاً من الخطب الدبلوماسية الصارمه والحازمه وذلك خلال تصاعد حدة الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي. لا علاقة لهذا الرد الشفاهى بتراث الإسلاميين الشفاهى ولا الدبلوماسى وهم الذين دعموا حمدوك نفسه خلال فترة عمله فى المنظمات. وان تنسيقية تقدم أصدرت بيانها ضدي دعماً للإمارات وربما بإمرتها.
*في رائك لماذا هاجمت تقدم بيانك الاخير وهل هناك جهة تقف واراهم؟
بكل تاكيد عناصر تقدم التى كالت لي السباب ويمارسون هجمات إعلامية منظمة وهدامة للنيل من عزة وكرامة الشعب وهي أرفع من الولاءات السياسية والمعتقدات الأيدلوجية ونقدهم لي يندرج تحت اغتيال الشخصية وليس نقداً بناءً ولا أحتاج إلى دروس منهم في ماهية الدبلوماسية وخطابها ونماذجها.
*هل تتوقع أن يتخذ مجلس الأمن خطوات جاده بناء علي الخطاب الذي قدمته؟
-ان موقف امجلس الأمن حيال الإمارات في القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2736 الذي صدر في 13 يونيو 2024 وفي الفقرة العاملة رقم (6) يناشد كافة الدول أعضاء الأمم المتحدة بالامتناع عن التدخل الخارجي بغرض إثارة النزاعات وزعزعة الاستقرار وعوضاً عن ذلك عليها دعم الجهود الرامية إلى إحلال سلام دائم. ويطالب الدول التي تيسر عمليات نقل الأسلحة والعتاد العسكري إلى دارفور بالتزاماتها بالامتثال لتدابير حظر توريد الأسلحة الذي ورد في القرار رقم 1556 (2004) .
ويؤكد المجلس مجدداً أن منتهكي حظر توريد الأسلحة .سيشملهم العقاب ما نفهمه من هذه الفقرة أنها تشير إلى ولكن لا تسمي الدول المعنية باسمها وهي الإمارات وتشاد وغيرها من دول الجوار الشرقي والغربي.
*البعض يقول إن الرد شفاهي الذي قدمته أمام المجلس غير ودبلوماسي ماهو تعليقك على ذلك؟
فيما يتعلق بالرد الشفاهي فهو رد على مندوب الإمارات الذي جاء عند نهاية الجلسة ليقول أنني أمثل القوات المسلحة وأن السودان لا يريد المشاركة في منبر جدة وأن دولته دفعت 70 مليون دولار لدعم العون الإنساني الأممي للسودان ووقع في الغلط التالي:
1-حجبه للمسمى السيادي للسودان المعتمد لدى الأمم المتحدة وهذا في ذاته يشكل عدواناً لفظياً في الوقت الذي كان رئيس المجلس يمنحني الفرصة للرد عليه بذكر المسمى السيادي. يريد مندوب الإمارات الذي تدمر دولته السودان وتدعم المليشيات والمرتزقة وهو ما أثبتته دوائر صحفية وإستراتيجية ومنظمات حقوق إنسان غربية وساسة أمريكيون ومندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة وأعضاء بالكونغرس سموا الإمارات بالاسم بجانب تقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات المنبثقة عن القرار 1591 وما قدمناه من أدلة. ويريد دولته ملطخة بدماء السودانيين الأبرياء أن يمارس السطو الأخلاقي أيضاً بإلقاء اللوم علينا أننا لا نريد استئناف منبر جدة ولا صلة لدولته بهذا المنبر بالأساس.
مندوب الإمارات يمن علينا بأن دولته دفعت 70 مليون دولار دعماً للعون الإنساني وأن هذه الأموال يعتقد البعض أنها تسلم لحكومة السودان وهذا ليس صواباً . المانحون والمساهمون الإنسانيون يسلمون اشتراكاتهم للأمم المتحدة. ومن يريد أن يعرف كيف يتم التصرف في أموال الإغاثة عليه مطالعة كتاب “لوردات الفقر” ”Lords of Poverty” ، ومؤلفه غراهام هانلوك:
The power prestige and corruption of the international aid business –
Graham Hancock
*في نقاط.. ماهي أبرز محتويات البيان الذي قدمته امان مجلس الأمن؟
فيما يتعلق بالبيان الذي قدمته وشاع خطأ أنه تمثل في المداخلة الشفاهية للرد على تقحّم مندوب الإمارات وإهانة السيادة السودانية ولا يحق له ذلك وأن البيان الذي قدمته يضمن المحاور التالية:
1/ تأثير عمليات مليشيا الدعم السريع الجسيمة على الوضعية الإنسانية والأمن الغذائي وتعمد الهجوم على المدنيين في القرى بهدف تحويل الفجوة الغذائية إلى مجاعة وإفشال الموسم الزراعي الجديد ومفاقمة تحديات دولة تواجه حرب عدوان وزيادة عدد النازحين المحتاجين للإغاثة الإنسانية ووقف عجلة الإنتاج بجانب تحويل السودان إلى نموذج استيطان هدام لإيواء مهجرّين من دول الساحل.
2/ موقف وسياسة الحكومة بشأن دخول المساعدات الإنسانية وهو موقف ظللنا نكرره في كل بيان للرد على مزاعم الأمم المتحدة نفسها وغيرها من الدوائر التي تسعى لتسهيل الإغاثة الإنسانية وهو ما أكده لي أحد المبعوثين الأوروبيين أن المانحين يسيسون الإغاثة بالضرورة.
3/ الرد على بيان أصدره مدراء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة في 3 مايو الذي يجافي الحقيقة ويتهم الحكومة بعرقلة توصيل الإغاثة ولا توجد أي إغاثة على الأرض كي تتم عرقلتها، وهذا الموقف السياسي تكذبه فقرة من رسالة بعثها إلىّ السيد مارتن غريفيث ” أود أن أشكركم على الدعم الذي قدمتموه لي ولمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وللاستجابة الإنسانية العالمية خلال فترة ولايتي”.
4/ معبر أدري وخطورته على الأمن القومي السوداني.
5/ العنف الجنسي في النزاع والمجازر التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع باستهدافها القرى والبلدان في ولاية الجزيرة وشمال وجنوب وغرب كردفان وأمدرمان والخرطوم ومعسكرات النازحين.
*اصبحت بطل قومي في السودان بسبب الرد الشفاهي على مندوب الامارات ماهو تعليقك على ذلك
الحمدلله الرد الشفاهي لمندوب الإمارات وجد القبول من الشعب السودانى فقد نقلوا لى انه اصبح شراره لا تطفئها المياه وتم تداولها بشكل واسع عبر الأقطار من كليات الموتورين من الظلم والبغى العدوانى ويمكن رصد ذلك فى المساحات والتغريدات وغيرها من المنصات. ولو كنت انشر الكذب والتضليل كما أتهمت مندوب الامارات لما لاقت هذه الصيحه الوطنيه في تلك الفضاءات الاثيريه ولا المدارات القطريه. وان الله غالب على امره ؛ كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ؛ وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين؛ فوقاه الله سيئات ما مكروا .