إن فوكس ــ نجيب عبدالرحيم najeebwm@hotmail.com ــ والي الجزيرة هارب وقت الفزعة حاضر عند الفساد ! ــ بعانخي برس
بعانخي برس

الطاهر الخير، والي ولاية الجزيرة، هو الاسم الذي أصبح مرادفًا للهروب والتخلي والخيانة السياسية في واحدة من أحلك لحظات الولاية. بعد احتفالٍ مبكر بالنصر المزعوم على قوات الدعم السريع، تبين أن ما أعلن عنه لم يكن سوى “حمل كاذب”، سرعان ما أعقبه تسليم مدينة ود مدني — قلب الجزيرة وشريان السودان — لمليشيا الجنجويد، دون مقاومة تُذكر… وكأنما قُدّمت على طبق من ذهب، أو بالأحرى مفتاح بلا ثمن.
هكذا تم تسليم المدينة، لتستباح الجزيرة ( حارة حارة) قرية قرية، ومدينة مدينة. اجتاحت المليشيا تمبول، رفاعة، الهلالية، الحرقة نور الدين، وود النورة، تاركة خلفها مشاهد الخراب والموت والرعب. نهبٌ، اغتصاب، قتل، ترويع… أطفال يموتون، نساء يصرخن، وممتلكات تُنهب في رابعة النهار وضح النهار.
وبعد أن شفشفت المليشيا الولاية،( حتى فومها وعدسها وبصلها) وخرجت كما دخلت، وترك الوالي المهزوم الجزيرة خاوية على عروشها، وكأنما كانت مجرد مشهد عابر في مسرح الجريمة.
عاد الوالي الهارب الطاهر الخير، الذي لم نرى منه خير ، من مقر إقامته في ضيافة رجل الأعمال (أبو ضريرة) في المناقل، الذي عيّنه لاحقاً – بلا وجه حق – رئيساً للجنة الإسناد بالولاية، وهي لجنة تُعنى بملف التخطيط العمراني. وكأن الأمر (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق) ، ليؤكد للجميع أن إدارة الولاية أصبحت شأناً شخصياً لا مؤسسياً.
عاد الوالي محاطًا بجيشٍ من الصحفيين المرتزقة، مهمتهم التلميع وتزيين صورة المسؤول الذي تسبب في كارثة إنسانية شاملة، دمرت الولاية ومزقت نسيجها الاجتماعي، وقتلت أحلام الأبرياء قبل أجسادهم.
رفض الوالي زيارة الضحايا، ولم يكلّف نفسه برصد ما حدث، حتى بعدما طفح الكيل. أطفالٌ ماتوا في الحقول، تحت شمس الصحراء، ونساء قضين نحبهم في محاولات الفرار، وهو عايش في نعيم وترطب وبردابز وأمن وأمان بعيداً عن (كتاحة الجنحويد) والبل والتجغيم والجحيم الذي تركه خلفه.
مدينة ود مدني تحولت إلى عاصمة للرعب والدم، وصار الموت في كل زقاق: بالقصف، بالرصاص، بالطائرات المُسيّرة، بالجوع، بالكوليرا، بالملاريا، بفشل الكلى، بحمى الضنك، وبالقهر. لا دواء، لا علاج، لا مستشفيات والعين بصيرة واليد قصيرة… بل ( كل من عليها فان). وإنا لله وإن إليه راجعون.
الوالي لم يكتفِ بتجاهل محلية القرشي وود النورة وحرمانهما من الإغاثة، بل وزعها على حاضنته السياسية والمنتفعين من فساده. والباقي؟ بيع في الأسواق جهارًا نهاراً تحت سمع وبصر الجميع.
فساد المدارس… وأقدام الفساد تمشي علنًا
في فضيحة من العيار الثقيل، أصدر الوالي قرارًا بإلغاء عقد بيع مدرستي (العدوية) و(أحمد عبد العزيز) ، بعد أن نشر الصحفي المصادم حسن محمد عبد الرحمن تحقيقاً كشف فيه ثغرات الفساد والعبث بالمال العام.
عدم إعلان العطاءات، في انتهاك صارخ للمادة 24 (1) من لائحة الشراء والتعاقد لسنة 2011.
غياب جدول الكميات، ما يخلّ بمبدأ الشفافية.
توقيع العقد دون موافقة المستشار القانوني، الذي رفض المشاركة بسبب هذه الانتهاكات.
تدخل مصلحة الأراضي في عمل وزارة المالية، رغم أن القانون يمنع ذلك.
وهكذا تم تمرير عقد بقيمة ضخمة، في غياب تام للإجراءات القانونية، وسط شبهات تضارب مصالح لا يمكن إنكارها.
وما خفي أعظم… فقد وقع مدير التخطيط والبنية التحتية المكلف، عقدًا حصريًا لتوريد الطاقة الشمسية مع الشركة التي يملكها هيثم بسطامي… شريكه في السكن
هل سمعتم عن فساد بمثل هذه الوقاحة؟ ( مد لي وأقطع لك) أصبح هو النشيد الرسمي لإدارة الجزيرة.
المحاسبة أولاً… لا للغفلة ولا للصمت وتكميم الأفواه تعسفاً وسلباً للحقوق والمكاسب الشرعية.
نعم، لا بد من إقالة ومحاسبة مدير مصلحة الأراضي، لكن قبل ذلك… لا بد من محاسبة والي الجزيرة. فهو المسؤول الأول والأخير عن ما جرى. الهروب، التقاعس، الفساد، المحسوبية، التسيب… كلّها كانت حلقات في مسلسل الانهيار التام للولاية.
المشهد الحالي أمريكا بدأت في (تقليم أظافر الملالي ) عن طريق ومسرح البارود أصح متجول والشعب السوداني الصامد تعود على البل والجغم ومقبل الأيام لا ندري (على مين الدور الشعب أصبح مثل الأقرع ما (ببالي من القوبة ) وجرحه تعود على النزيف والباحثين عن السلطة شاهدوا السحب تمطر رعباً ودماً ..لا تنسوا السماء ذات البروج على قول الكمرد مناوي
نقولها بصوتٍ عالٍ:
لا للحرب، وألف لا…
نعم لمنبر جدة، آخر ضوء في هذا النفق المظلم
دعواتكم لشيخ المناضلين الزعيم عبد الفتاح الفرنساوي بالشفاء العاجل
المجد والخلود للشهداء.
لك الله يا وطني، فغدًا لا شك ستشرق شمسك