إن فوكس ــ نجيب عبدالرحيم najeebwm@hotmail.com ــ المشتركة قنبلة تحت الرماد ! ــ بعانخي برس
بعانخي برس

لم تكد مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة تلتقط أنفاسها بعد خروج قوات الدعم السريع منها حتى عمت الفرحة أرجاء المدينة والقرى المحيطة بها وعاد كثير من أبناء مدني من المهاجر واستبشر الأهالي بعودة الأمن والاستقرار بعد شهور من التوتر والاضطراب غير أنّ هذه الفرحة لم تدم طويلاً إذ برزت إلى السطح قوة جديدة تحمل اسم المشتركة فرضت وجودها في المشهد العسكري والأمني بالمدينة وسط صمت رسمي وتساؤلات مكتومة حول هويتها وتبعيتها وحدود سلطتها
المشتركة تجوب شوارع مدني بسلاحها الكامل وتفتح مقارّ لها في مواقع مختلفة وتضع صور قادتها على مباني المستشفى التعليمي بأقسامه المختلفة من الحوادث إلى الأشعة والمعمل وبنك الدم كما قامت بطلاء الجدران وتنظيف الشوارع وطلاء الدرابزينات وإزالة بعض مناطق السكن العشوائي وإخلاء العمارات الخالية من ساكنيها خطوات تبدو في ظاهرها خدمية لكنها تحمل في باطنها نوايا غامضة وتفتح الباب أمام مخاوف من قيام سلطة موازية للدولة تحت غطاء العمل الخدمي
الأمر الأكثر خطورة أن سجن مدني من الناحية الشرقية أصبح تحت سيطرة المشتركة مع ورود شكاوى متكررة من المواطنين حول تفلتات بعض أفرادها الذين يمارسون السرقات ونزع الهواتف من المارة في وضح النهار مستخدمين العنف عند أي مقاومة مما أعاد إلى الأذهان تجربة الدعم السريع بكل ما حملته من تجاوزات وممارسات منفلتة وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بوجوه وأسماء جديدة
يزيد المشهد ارتباكاً غياب والي الجزيرة عن المدينة وتحول إدارة الولاية فعلياً إلى المناقل الأمر الذي جعل المواطنين يشعرون بأن الولاية تُدار بلا قيادة حقيقية وبينما يترقب الناس عودة الدولة إلى موقعها الطبيعي تتعاظم الشكوك حول وجود تفاهمات غير معلنة بين الجيش وتلك المليشيات كالمشتركة ودرع السودان لتولي زمام الأمور بعد انسحاب الدعم السريع أو أن ما يجري ما هو إلا فراغ سياسي وأمني تُرك لغير أهله.
استمرار هذا الوضع دون تدخل واضح من الدولة يعزز المخاوف من تكرار تجربة السلطة الموازية التي أنهكت البلاد في السنوات الماضية فإذا لم تُحصر المهام الأمنية في الشرطة والجيش والأجهزة النظامية الرسمية فإن مدني مهددة بأن تتحول إلى قنبلة تحت الرماد قد تنفجر في أي لحظة وتعيد دورة العنف من جديد.
لقد استبشر المواطنون خيراً بخروج الدعم السريع لكنهم وجدوا أنفسهم أمام واقع جديد أكثر التباساً من يحكم الجزيرة ومن يملك قرار أمنها إن الإجابة على ذلك ستحدد مصير الولاية وربما السودان بأكمله في المرحلة المقبلة.
ونقول لوالي الجزيرة أنت المسؤول الأول والأخير عن ما يجري في ولايتك وعن كل نقطة دم سالت في الأرض الخضراء وأنت مسؤول مع من أصدر القرار بانسحاب الجيش من مدينة ود مدني وعن الفوضى والانفلات وعن الخراب والدمار الذي طال المؤسسات والبنية ولن تعفيك الجولات الصغيرة ولا جيش الصحفيين (الأرزقية ) الذين يرافقونك مؤقتاً فهؤلاء سيكونون أول من يطعنك غدراً ويعزفون لك لحن الوداع أما المشتركة التي تلعب على الحبلين (شوية مع دول وشوية مع دول) فمصيرها سيكون كمن يلهو بالنار في حقل من البارود.
لا للحرب وألف لا .. نعم للسلام وللوحدة وللسودان الذي يستحق أن يعيش أبناؤه في أمن وكرامة لا للانفصال ومعاً من أجل سودان موحد تسوده العدالة ويظلله السلام .
مجموعة رموز ونجوم ودمدني على صفحتي الفيسبوك والواتس تشاطر أسرة عبدالرحمن زين العابدين الأحزان في وفاة القائد الجسور الفريق أول عصمت عبدالرحمن رئيس هيئة اركان الجيش السوداني ووزير الداخلية الأسبق نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه عالي الجنان.
المجد والخلود للشهداء ولك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك من جديد