سياسة

” إرادة الشعب.. لن تهزمها الحرب” ــ بيان مشترك ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

تمر علينا اليوم الذكرى الثانية لاندلاع حرب 15 أبريل، وبلادنا لا تزال تصارع الموت والدمار، وكل أشكال الانتهاكات من قتل وتشريد ونزوح، مع بروز شبح المجاعة التي تهدد أكثر من نصف السكان.
عامان جعلا في كل بقعة من أرض الوطن، أمًا تبكي ولدها، وطفلًا يبحث عن مأوى، وشيخًا ينتظر دواءً لا يأتي، ومدنًا تحولت إلى رماد، وأحلامًا تمزقت تحت وقع الرصاص، وقذائف المدافع، وأزيز الطائرات، وقنابل المسيرات.

حرب سلبت السودان وجهه المشرق، والسوداني طبيعته السمحة المتسامحة، وسرقت من أبنائه حقهم في الحياة، وألقت بملايين العائلات في ليل المنافي والملاجئ، بينما يصطرع أطراف الحرب فيها على حساب دماء الأبرياء، ومستقبل الوطن بات للتقسيم والتشرذم أقرب.

وإذ نقف اليوم لنرفع صوتنا، مجددين نداءنا بوقف فوري لإطلاق النار، لا نفعل ذلك من باب الموقف السياسي، بل من قلب جريح، وضمير إنساني لا يحتمل الصمت أكثر. نرفع أصواتنا من أجل أمهات الثكالى، وأطفال الحروب، وضحايا القصف والاغتصاب والجوع والشتات. ونحن القوى السياسية والمدنية والنقابية والمجتمعية الرافضة للحرب، نعلن ما يلي:
1. نطالب جميع أبناء هذا الوطن المكلوم بالوقوف صفًا واحدًا ضد محاولات جر البلاد إلى صراع بين المكونات الاجتماعية، والسعي معًا لمحاربة خطاب الكراهية والعنصرية، والعمل على إيقافه وفضح مروجي الفتنة ودعاتها.
2. نجدد رفضنا المطلق لاستمرار هذه الحرب العبثية التي تفتك بوطننا و مواطنينا، وتدمر نسيجنا الاجتماعي وتستنزف موارد البلاد.
3. نطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في كل أنحاء السودان.
4. نحمّل القوات المسلحة السودانية، بصفتها سلطة الأمر الواقع في مناطق سيطرتها، المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الانتهاكات التي تُرتكب باسم “الاشتباه في التعاون مع الدعم السريع”، وندعوها لوقف هذه الجرائم فورًا. كما نطالب قوات الدعم السريع بإيقاف جرائمها ضد المواطنين العزل، من قتل، وتعذيب، واغتصاب، واعتداءات ممنهجة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
5. نطالب بمحاسبة كل من تورط في الانتهاكات بحق المدنيين، دون حصانة أو استثناء، حتى لا يفلت الجناة من العقاب، وأن لا يُدفن الألم في صمت التاريخ.
6. ندعو إلى مسار سياسي جديد يضع الإنسان السوداني أولًا، ويرتكز على قيم الحرية، والكرامة، والمواطنة المتساوية، لا يستثني إلا من عزلتهم ثورة ديسمبر المجيدة.
7. نطالب بتسريع الجهود نحو حل سياسي شامل يخاطب جذور الأزمة السودانية، ويؤسس لدولة مدنية ديمقراطية تقوم على سيادة حكم القانون، والمواطنة، والعدالة الاجتماعية.
8. نؤكد على ضرورة فك الحصار عن مناطق المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق أو استغلال سياسي.
9. ندعو المجتمع الإقليمي والدولي إلى الاضطلاع بدور فاعل في الضغط على الأطراف المتحاربة، من أجل إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني.
10. نؤكد التزامنا الكامل بالوقوف إلى جانب ضحايا الحرب، والدفاع عن حقوقهم، والعمل من أجل العدالة والمحاسبة، وضمان عدم الإفلات من العقاب لكل من ارتكب جريمة بحق هذا الشعب.
ونشدد، على أن السودان لا يمكن أن يُبنى بالمزيد من ركام الحرب، ولا مستقبل له إلا بالسلام، والديمقراطية، والتوافق الوطني الجامع. لذا، نهيب بكل سوداني حر، داخل الوطن وخارجه، أن ينحاز للحياة، للسلام، وللوطن الواحد الذي يسع الجميع.

وختامًا: إنّ السودان يستحق السلام. يستحق أن تتوقف الدماء، أن تعود الضحكة إلى وجوه أطفاله، وأن تنعم نساؤه بحياة كريمة بلا اضطهاد. تستحق هذه البلاد أن تنبت أشجار الأمل في أرضها التي أنهكها الخراب.

عاش نضال الشعب السوداني من أجل السلام، والحرية، والعدالة.

15 أبريل 2025

القوى السياسية والمدنية والنقابية والمجتمعية السودانية الرافضة للحرب.

https://whatsapp.com/channel/0029Va6rsWD1t90hkUA2RH1s

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى