
* فى اول خروج له من ام درمان لبورتسودان بعد عام ونصف من الزمان أمضاها والى الخرطوم احمد عثمان بين الدانات والمدافع والمسيرات والموت المحيط به من كل اتجاه ضمتنى معه و الامير جمال عنقرة والاستاذ عاصم البلال الطيب جلسة بمقر إقامته بفندق بلس ببورتسودان امتدت لساعتين من الزمان حكى لنا فيها الكثير المثير الخطر عن تلك الايام .. وسمعنا يومها قصصا وحكايات يشيب لها الولدان
* و مالفتنا أيضا فى تلك الجلسة أنه بدأها بتشغيله لقناة الخرطوم على شاشة استقباله بمقر اقامته وهو يقول هذه اعدناها من العدم بعد التخريب والسرقة التى طالت أجهزتها ومعداتها واحتلال المليشيا لمقرها بشارع النيل ففعلنا كل شئ لتعود أثناء الحرب ومن ام درمان لا غيرها وفى ظل التعقيدات المعلومة ليصل صوت وصورة مايجرى فى الخرطوم للناس خارجها فشعرت حينها بسعادة غامرة فبينى والقناة والعاملين فيها زكريات امتدت لسنين كنا نجتهد خلالها جميعا فى العمل ليل نهار الشئ الذى جعلنا نقفز بها إلى الفضاء بسرعة وبامكانات وأجهزة التلفزيون الارضى مستندين من بعد الله على العناصر الصلبة التى أكدت الحرب أنهم كذلك وان من حق الوالى أن يفاخر بهم وبالقناة التى عادت للعمل بقيادة ربانها د. يوسف الناير وعدد محدود جدا معه .. من ام درمان التى غادرتها كل الإذاعات والتلفزيونات الاخرى ..عادت وهى تفتقد عددا كبيرا من نجومها وركائزها بسبب الحرب التى شتت الناس فى بلاد الدنيا معلية للهمة والإرادة عند الموجودين جاعلة الواحد فيهم يسد فرقة (١٠) غائبين ووسط الموجودين شكل العنصر النسائى حضورا لافتا واللاتى لم ينكسرن والدانات تتساقط حولهن وهن ممسكات بالمايك فى الشارع ويواصلن فى شجاعه وثبات وقد رأيت بعينى عدة مرات قبيل اكتمال التحرير نهى شبو وسوزان ادم وحنان عوض فى كل مكان ورأيت المصور المبدع الفنان عبدالله فضل بكاميرته يعمل بثبات واطمئنان وعرفت أن اخرين يفعلون ذلك لايخافون استهدافا أو يتهيبون مسيرة أو دانة و انهم يتحركون بلا سيارة خاصة بهم أو حراسة
* كما ظل المهندس احمد عبد القادر الشاب المتميز الذى قفز معنا بالقناة من الأرض للفضاء فى عهدى هو ذاته دينمو إعادة التشغيل فى أيام الحرب فى عهد الناير وبجانبه المهندس عبدالله حامد واخرين كما صعدت بصمودها رشيدة سعدالدين إلى مدير برامج فى الزمن الصعب وعبدالله الأصم لادارة المذيعين صانعين للنجاح مع الاخرين
* والعاملون الذين فعلوا ذلك بعددهم المحدود ومن داخل ام درمان فى ذلك الزمان وضحوا كل هذه التضحيات اخى الوالى جديرين بنظرة مختلفة لتقديرهم والعرفان بما قاموا به
* ولى مع الشهادات التقديريه حكايه فعندما وصلنا مرة إلى منزل الفنان الهرم حسن خليفة العطبراوى موفدين من جهة تريد تكريمه قبيل رحيله لابلاغه بذلك رفع اصبعه مشيرا لجدران صالونه وهو يقول شوفوا فى حته فاضيه فى الصالون ده لورقة أو وشاح جديد ففهمنا الرسالة ومع اختلاف الحالة و والاوز ان نقول الفهم مسئولة اربابه فى حالتهم اخى الوالى وانت سيد العارفين