إبر الحروف ــ عابد سيداحمد ــ قرار البرهان وتحديات العودة لعاصمة السودان !! ــ بعانخي برس
بعانخي برس

* جاء فى الأنباء أن الرئيس البرهان شكل لجنة قومية برئاسة الفريق ابراهيم جابر عضو السيادى لتهيئة ولاية الخرطوم للعودة العاجلة للمؤسسات الاتحادية والمواطنين
* والقرار وإن جاء متاخرا الا انه يبعث التفاؤل فى تسريع عودة الحياة للخرطوم المنكوبة التى يبكى حالها كل من عاش فيها من قبل وعاد اليها بعد التحرير فالمليشيا الارهابية نفذت فيها اقبح صور الانتهاكات من تدمير ونهب وسرقة لبيوت الناس ومتاجرهم وخراب لمستشفياتهم ومدارسهم ومؤسساتهم وللبنية التحتية فيها من كهرباء ومياه وصرف صحى وغيره
* ويزداد التفاؤل برئاسة الجنرال جابر للجنة فالرجل عرف بقدراته على المتابعة الصارمة لما يوكل اليه و كل المؤسسات التى كان يشرف عليها ايام اشراف أعضاء السيادى على الوزارات تعرف ذلك
* و الخرطوم التى تختلف عن الجزيرة التى استطاعت أن تنهض سريعا ويعود إليها مواطنيها فعلا بحاجه الى دور قومى ودولى للاعمار وإعادة الحياة اليها فحجم الدمار الذى لحق بها كبير جدا وصحيح ان واليها الراكز احمد عثمان اجتهد كثيرا الا ان حجم الدمار والخراب اكبر من إمكانيات حكومته المحدودة التى فقدت مواردها بسبب الحرب وتداعياتها
* وقد صادف صدور قرار اللجنة عودتى للخرطوم بعد طول غياب
* وانا فى طريقى من مدنى الى ام درمان مررت بكثير من مناطق محلية الخرطوم التى كنا نباهى بها والتى كتب عنها الشعراء اجمل ماكتبوا وتغنى المغنون :الخرطوم العندى جمالك جنة رضوان المافى مثالك وغنينا معهم ياجمال النيل والخرطوم بالليل …. فحالها صار بفعل المليشيا الارهابية يبكى الحجر كما جعل عماراتها الشاهقة الذى اصابها الخراب تبكى خرابها و غياب أصحابها و جعل المستشفيات والجامعات والأسواق والمحال التجارية تبكى مااصابها
* وفى الطريق شهدنا حال مستشفى سوبا الذى كان يعالج الشعب وصار بفعل مالحق به ينتظر من يعيد إليه الحياة وراينا حال مستشفى القلب الذى خربه من لايملكون قلوب و حال مستشفى الشعب التعليمى الذى خربه من حاربوا الشعب ففى الخرطوم لاشئ ابقوه دون أن تمتد إليه اياديهم القذرة فتدمره وتنهبه فى حربهم الموجهة ضد الشعب وممتلكاته
* وحال محلية الخرطوم التى بها مؤسسات الدولة ورمزيتها فعلا بحاجه الى هبة قومية كبرى لإعادة إعمارها بجانب مناطق الولاية الأخرى التى لم تسلم من الخراب
*
* وبمقدور لجنة جابر أن تفعل ذلك بالاستعانة بكل الجهات المعنية بالداخل وبرجال المال والاعمال وبالدول الصديقة والشقيقة وبالمانحين من من لا أجندة لهم فى جهد لايعرف الراحة وحركة بالداخل والخارج لاتهدأ
*
* وعودة المواطنين التى تبدو ضعيفة فى ظل انعدام الخدمات فى أغلب مناطق الولاية من كهرباء ومياه وغيرها ضرورة ملحة
* وقد شاهدت فى مناطق امدرمان القديمة ومحلية ام بدة ملامح الخراب الذي يعتبر الأقل من حال خراب محلية الخرطوم المنكوبة الخالية من سكانها
* و تعد امدرمان الاكثر حركة ونشاطا تليها بحرى إلى حد ما ثم شرق النيل وفى الذيلية تأتى الخرطوم العاصمة المكان الذى كان الرئيس فيه بنوم والطائرات بتقوم و التى تنتظر عودة الحياة اليها
* فليت قرار اللجنة يلحقه قرار اخر بعودة الوزارات خلال أيام الى ام درمان لتباشر عملها من داخل المجلس الوطنى وقصر الشباب ومن المواقع الاخرى الممكنة لتشارك من هناك مع اللجنة فى مرحلة البناء فوجودها فى بورتسودان الان فى مجمع الجملونات الموزعة داخله غير مفيد فعودتها تشجع المواطنين على العودة وتسرع من عودة الخدمات وقد شهدنا اثر عودة وزير الداخلية بكامل وزارته إلى هناك
* فعودة الحكومة تعنى إعادة الحياة سريعا للخرطوم العاصمة برمزيتها المهمة وكفى بقاء للحكومة الاتحادية فى بورتسودان كفى فالخرطوم تنادينا