
رحل حنجرة الشمال
وكروان الغناء اليوم
المبدع الذى كان يشكل بوتقة انصهار حقيقى لمعنى السودانوية من حيث التدرج الغنائى و الميلاد والنشأة …
صديقى احمد الذى رحل اليوم إلى رحاب الله كان سحابة فرح وايفونة طرب رقصت لصوته أشجار نخيل الشمال وعصافيرها ورطبت كلمات حنجرته الذهبية جفاف صحراء طريق الشريان
ورقص مع كلماته ود نفيسه وعبد القيوم وكل عاشق لغناء الطمنبور ….
صديق احمد حالة فنيه مميزة فى كل تفاصيلها مولود فى أرض المحس وعاش فى كسلا التى كان يغنى فيها بالرق كل مجودات الغناء الشعبى وانتقل بعدها للعيش فى القضارف التى غيرت لونية اغانية فأصبح يردد أغنيات ابؤداود والحقيبة وحينما انتقل ابو امجد إلى الشمال عشق أغنيات الطمنبور وشكل مع النعام ادم واسحق كرم الله قبل اعتزاله الغناء مثلث الطمنبور الذهبى الذى أسهم فى تشكيل وجدان الشمال وأسس لانفتاح الأغنية الشمالية على أرجاء الوطن ….
صديق احمد رجل يتصف بالرزانه والحكمة والتواضع غنى فى الجامعات للطلاب والأعمال الخيرية وكان له حفل وحضور راتب فى المملكة العربية السعودية ….
تعرض لوعكة صحية ورغم ذلك كان يجاهد ليشكل حضورا فنيا …
تعددت رحلاته العلاجية للمملكة العربية السعودية واقيمت له العديد من حفلات التكريم …
اليوم تنكس أشجار النخيل قاماتها حزنا على الرحيل الفاجع للفنان المثقف صديق احمد …..
اسعدتنى الظروف أن أجريت معه لقاءا من ثلاث حلقات فى منزلى فى الرياض فى عام 2016 ..
نسأل الله أن يرحم راحلنا الفذ الفنان صديق ويغفر له ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء و الصالحين يارب العالمين .