
بعد اكتساح مدينة ودمدني من قبل الدعم السريع بتلك الطريقة الدرامتيكية التي حيرت كل المراقبين والمواطنين علي حد سواء انكشف ظهر الجزيرة وتحولت القري الي مسرح للتنكيل لقوات الدعم السريع تمارس فيه العبث الحربي بلا مواجهات الا من صدور عارية وعامرة بالإيمان تدافع عن شرف النساء والأرض معا.. هذه البسالة في مقاومة الجبروت صعد علي أثرها 46 من رجال وشباب يحملون أكاليل الشهادة وعدد من الجرحى *تجاوز 100 جريح بإصابات متفاوتة خلال سبعة عشر يوم فقط ….
في اجتياح 39 قرية من قري اهلنا في الجزيرة ومازال الوحش يدخل أي قرية ولا استغاثات تحمي الدم من السيلان*. ….
جزء كبير من سكان مدن العاصمة نزحوا الي قري الجزيرة مع بدايات معارك الخرطوم بحثا عن امان باعتبار أن هذه القري النائية وبعيدة لن تصلها آليات الجنجويد ولا بنادقهم الباطشه التي لاتميز بين المواطن الشريف والجندي الذي يقاتلها …
فها هو الموت المصوب نحو الأبرياء يحصد أرواح المدنين ..
ليس ابتداء بالعقدة المغاربة وام جرس وبقية هذا العقد الوديع من قري الجزيرة وليس انتهاءا بقرية الشريف مختار ….
هذا الموت والنهب والسلب والتهجير من له غير الله. وطيران الجيش لايري غير ذات المدنين والجيش في غرب الجزيرة المناقل صم أذنيه أو كما حدث في بقية المناطق .
وكل هذا الخزي يعيدنا لتلك الزيارة المشؤومة التي تحدث فيها قائد الانقلاب البرهان بنقل المعارك للجزيرة وأن تحرير الخرطوم سيبتدي من مدني واكدها وإليه في حشد المستنفرين بلا مسئولية
مما سارع بأحداث مدني دون أن يكون ذلك تبريرا لها.