
طه عواض
اعتقد انه لا يوجد أحد من السودانين لم يشاهد فيديو الطفل الذي اسره الدعم السريع والذي يبلغ عمره ١٤ عام فى معارك علي حدود ولايتي الجزيرة وسنار يوم امس
والذي لم يشاهده.. فالفيديو موجود فى مواقع التواصل الاجتماعي.
طفل بعد ان كان مكانه الطبيعي في قاعة الدراسه أصبح بعد عام من تعطل التعليم وتحول المدراس و مبانيها لمعسكرات لجوء ونزوح مستنفرا يحمل السلاح بدلا من القلم والذخيرة بدلا من الكتب وبدل ان يقف في طابور الصباح ليحي العلم
صار يسأل عن (لقيت المعامله كيف )!!
بلغوني كيف يصل الحال بنا الي ان ندفع بالأبرياء من المواطنين وبالأطفال في هذه الحرب ولأجل من!!
شخصيا ومنذ ان بدأت هذه الحرب لم اري او اسمع او اشاهد احد الإسلاميين المعروفين الداعمين للحرب والذين تضج بهم منابر المساجد والاسواق في المناطق التي لم تصلها الحرب حتي الان يحارب هو بنفسه فمابالك ان يحارب طفله او أخيه او زوجته مع المستنفرين والمستنفرات في الصفوف الأمامية للحرب
يتباكون فى تلك المنابر التى اعدت لكي تكون عبارة عن امتداد لبرنامج فى ساحات الفداء ..عن الكرامه والعزة ويحثون الأسر علي التضحيه والاستشهاد ..وهم واسرهم خارج نطاق خطوط النار ..هناك في دول الخليج وأوروبا يتمتعون بالحياة الكريمه وبالامن وبالسلام.
بلغوني بالله عليكم اي جيش محترم في العالم يرضى ان يزج بالمواطنين وبالأطفال والعزل في حرب ضد جنود دربهم هو في معسكراته بأعلي مستوي وجهزهم بأفضل الإمكانيات وانتدب اليهم منه افضل العناصر واعطاهم النفوذ والمال والمعسكرات والميزانيات والشركات والسلاح !!
بلغوني كيف يستوي مستنفر تدرب علي السلاح لاسابيع كانه يتمرن علي اطلاق النار في مناسبة عقد قران .. مع جنود محترفين تدربو وقاتلو وقتلو بالسلاح لاعوام وبأسم القوات المسلحة نفسها !!!كيف!!!؟
الجيش السوداني او القوات المسلحة السودانية هي مؤسسة رسميه أعطاها المواطن السلطه والصلاحيه وأنشأ لها وزارة من ضمن وزارت الدوله اسمها وزارة الدفاع خصصت لها من إمكانيات الدوله فصارت تمتلك المقرات والمعسكرات والميزانيات والشركات وتدرب الضباط والجنود من اجل مهامها الأساسية وهي الدفاع عن الوطن والمواطن .
بلغوني بالله ما فائدة الجيش اذاً.. بعد ان صار المواطن الاعزل هو المضطر للدفاع عن نفسه وماله عرضه وهو الواجب الرسمي للجيش نفسه!!!؟
بلغوني لماذا يصر الجيش علي إنتاج قوات عسكرية خارج المؤسسة العسكرية الرسميه واضعاف نفسه مرة تلو المرة تلو المرة .
بلغوني بالله عليكم لماذا لم يتاح للمستنفرين انفسهم بأن يكونو جنود رسميين داخل الجيش واصبحوا مجرد مدنيين تنتهي مهمتهم اما بموتهم او بأسرهم او بإنتهاء الحرب التي صممت لكي لا تنتهي بلا ادني حق حتي من الحقوق الأساسية التى يتمتع بها افراد المؤسسة العسكرية وانا اقصد المرتب والمعاش والتعويضات الي آخره.
تجنيد الاطفال جريمه انسانيه يعاقب عليها المجتمع الدولي والمجرم في نظري ليس فقط الإسلاميين وقيادات الجيش الذين يحشدون المواطنين والأطفال والابرياء عاطفيا تحت مسميات الكرامه والتمرد وووغيره واسرهم في امان داخل وخارج السودان..بل يمتد الاجرام لكي يصل أولياء الأمور من الاباء والامهات وارباب الأسر الذين خدعتهم الشعارات الرنانه والعاطفه المزيفه والظروف القاهرة من الانتهاكات التي حدثت بسبب الحرب ليدفعوا بنفسهم واسرهم واطفالهم ليكونو وقودا للحرب وداعمين لها وهم اكبر الخاسرين بسببها
هذا التحشيد الذي يحدث في السودان قد حدث من قبل في حروب عبثيه اخري..سبقت مثل حرب الجنوب ودارفور التي مات فيها ملايين من الشعب السوداني من المدنيين والعسكرين وكانت نتيجتها ان قسمت بسببها البلاد الي بلدين وصارت بعض الأجزاء في ماتبقي من السودان خارج سيطرة الدوله مثل كاودا وجبل مرة ..واضعف بسببها الجيش السوداني بجيوش موازيه حتى صارت عدد الجيوش فى السودان الان اكثر من ٨ جيوش وعشرات المليشيات المسلحه ولازال هناك من يقول هل من مزيد.
مزيد من الحرب
ومزيد من القتل والاقتتال
ومزيد من الدم والدمار
ومزيد من الكراهية والغضب
و….
وهذا هو نتاج خطاب بل بس للاسف
و ..ختاما اذكر القراء بمناسبة اقتراب مرور عام علي الحرب واقول
بدأت الحرب في ولايه الخرطوم واستعرت في ولايات دارفور ولازالت تستعر في ولايات كردفان وامتدت لولاية الجزيرة وتهدد الان ماتبقي من سبعة عشر ولاية وهم ثمانية ولايات فقط
النيل الابيض وولاية سنار وولاية النيل الازرق وولاية القضارف وولاية كسلا وولاية نهر النيل وولاية البحر الأحمر .وأعتقد أن المسأله أصبحت مسالة وقت ليس اكثر حتي تصل لكل ولايات السودان
الحرب كالنار فى الهشيم
ان لم تتوقف مثلما توقفت الحروب العبثيه السابقه في تاريخ الصراع المسلح في السودان
ليس بحسم عسكري كما يتوهم البعض بل باتفاق سياسي او تقسيم جديد لسودان مابعد الجنوب
سيكون الباب مفتوحا لان تصل الحرب لبقية الولايات الثمانية ليبدأ فصل جديد يعد له الإسلاميين الان كخطه طوارئ اخيره اسمه الحرب الاهلية الشاملة
و..
#نقاوم_ولانساوم