
كل ملامح المدن تغيرت
منذ اندلاع الحرب اللعينة لم تعد المدن كما كانت واختلفت الملامح حتي البشر ملامحها كذلك تبدلت إلي شحوب وخذلان وألم وحسرة ، وضياع .
كنت اتحسر علي المدينة الحالمة عاصمتنا الجميلة واتخيل كيف صارت ملامحها رغم حكاوي شهود عيان ، المناظر التي نراها لا ذلت احتفظ بملامحها القديم بمخيلتي ولكنني تأكدت أن الخرطوم لم تعد هي الخرطوم ولا قاطنوها كذلك .
وتاكدت أكثر عندما أتجول بمدينتي ودمدني ست المدائن فهذه تبدلت أحوالها لم تعد هي الوليفة الحنينة التي نألفها كنت اتجول فيها كثيرا ويسهل علي أن اتنقل كيفما اشاء ،
لقد فقدت رونقها ولا هي ملامح الناس الذين أعرفهم فهي تتميز بالهدوء والجو النقي فصرت أتضجر عندما أخرج من منزلي .
.يالها من حرب لعينة غيرت الكثير والكثير ،غيرت الاخلاق والمبادئ ولم تترك أثر لما ورثناه من قيم
..هل ياتري سترجع المدائن كما كانت…؟
هل سنعود كما نود ونحلم ؟
وهل سيكون الهواء نقي كما كنا نتنفسه بعمق ؟
.والطرقات سترجع تحمل كل الامنيات الطيبة والذكريات الحلوة ؟
حتما سنعود وستعود الخرطوم وكل المدن كما كانت ولكن الأمنية التي نريدها من اعماقنا هي أن نكون كما كنا علي المبادئ باقين عشرة وترجع للبيوت الفرحة بعد حزن طال …
نحنا حالنا كده وانتو حالكم كيف يا ناس الخرطوم وبقية مدن الوطن الحبيب ..الملامح يغيرها الدهر بمآسيه واحزانه وكل المحن ولكن علينا أن نبقي علي قيمنا ومواقفنا …فعلا يادروب لي وين تودي …يارب تودينا لي بر الأمان وأيامنا الزمان ونرحع احسن من اول وتكون أيامنا كلها فرح وسرور وترجع احتفالاتنا بكل المحافل وذكريات الوطن الجميلة وتضرب النقارة والطمبور ونغني كلنا للوطن .