مصطفي هاتريك يكتب ..ود مدني… (انتي الشرف صار ليك إسم.. و العفة دايماحفتِك) _ بعانخي برس
بعانخي برس

مصطفي هاتريك
نحن نُشكِل كما نشاء و إن شَكل الشاعر الراحل خالد أبو الروس غير ذلك، حين متعه إبراهيم الكاشف ( اللحن الخالد) بالدهشة و هو يحفظ قصيدته من قرائتين.
تقول الرواية أن خالد أبو الروس جاء يسأل عن الفنان الراحل أحمد المصطفى فسأله الكاشف ( عايزو ل شنو)
فرد أنه يحمل له قصيدة، فطلب منه الكاشف أن يسمعها له، فقرأ أبو الروس…
صابحني دايماً مبتسم
أشوف جمالك و فتنتك
و عند انتهائه.. طلب منه أن يعيد قرائتها… ثم مضى الكاشف لحال سبيله فظن أبو الروس أن القصيدة لم تنل رضاه… ليفاجأ بها في اليوم التالي مكتملة اللحن يغنيها الكاشف.
أما بعد..
فهذه عبقرية ود مدني التي تمثلت في النضال فكان شيخ مدثر البوشي و أحمد خير المحامي و في فعال الرجال فكان شيخ أبوزيد و شقدي النايم و يده بتدي
و في العلم و العلوم فكان فلك كعورة و فيزياء عصام البوشي و طب عمر بليل و في الغناء فكان تفرد الشبلي و الكاشف و سرور و محمد الأمين و عركي و غير هؤلاء و بين هؤلاء و أولئك الكثير..
مدينة تحرسها القباب و يؤمنها إيمان أهلها و ينظم خطوها إيقاع النوبة… مدينة أصلها الانسجام و طبعها الاندغام لا ترد سائل و لا تقهر طالبا لودها… مدينة تجيد الاحتواء و تغدق العطاء ، لا تسأل مِن و لا مَن و لا تعرف المن.
ثمّ كأنما يعيد كاتب السيناريو كتابة بعض المشاهد مرتين مبقيا على الأحداث مغيراً الوجوه و الأبطال.؛ شهدت قاعة أمنيتي بكورنيش العجوزة ذات التشبيك و التآلف و التكاتف القديم…. وجوهٌ مستبشرة عليها نضرة أتت مجيبة دعوة الصادقين تاركة أحزان مغادرة سيدة المدائن ( الجبرية) عند بوابة الدخول…
ففرحنا و فرحوا و فرحن بذات مشهد الكاشف القديم
و أكاد أطير من الفرح.
فشكراً لكل من جعل ذلك ممكنا…..