
ودمدنى تستنشق الموت
مزمل صديق
تراكم النفايات اصبح هاجسا يؤرق مضاجع المواطنين بأم المدائن ودمدنى ، التى لم تشهد ظاهرة تمدد النفايات بهذه الصورة على مدى تاريخها (الناصع سابقا ) حتى اطلق عليها وقتها (مدنى الجمال )… تغيرت ملامح المدينة وتشوهت للحد البعيد حتى ان زائرها اصبح يتأسف لحالها الذى وصلت اليه .. لا ننكر ان المدينة الان استقبلت اعداد كبيرة من الأهل بولاية الخرطوم ، بالمقابل هذه الكثافة عليها واجبات خاصة فى امر البيئة والصحة العامة ، ولكن قد قلناها من قبل ونقولها مرارا وتكرارا ان العشوائية التى تدار بها المحلية لها دور بارز فى انتشار العديد من الظواهر السالبة، ونشير هنا الى التجاوب الكبير الذى حظى به مقالنا السابق والذى جاء تحت عنوان (رسالة عاجلة لوالى الجزيرة) والذى طالبنا من خلاله باعفاء المدير التنفيذي للمحلية لانه ليس بقامتها ولم نطلق هذا الحديث عن فراغ بل بينات يشهدها القاصى والدانى ، الطريف فى الامر ان بعضهم مازحنى قائلا: الوالى ما بستجيب لحديثك هذا ، وقلت لماذا : رد قائلا: لان المدير التنفيذي ضابط ادارى ، فقلت له : ولكن ذات الوالى اعفى مدير التجارة فقال : بمكن استبدله: قلت ضابط ادارى اخر ، فقال: ولماذا استبدل ضابط ادارى بآخر من ذات الفئة، قلت له : انها رؤيته رغم ان من تم تعيينه لا يحق له هذا المنصب لان هناك كفاءات بالمالية ولكنه ميول الوالى للضباط الاداريين الذى لا يخفيه، فقال محدثى: عشان كدة قلت كلامى الاول (انتهى الحوار)..
يبدو أن سلطات المحلية عجزت عن حل مشكلة النفايات كغيرها من الفوضى التى تشهدها الاسواق ، مما اضطرها لحرق النفايات وسط السوق وهذه من أكبر المخاطر التى تشهدها المدينة ، باعتبار ان حرق النفايات عملية خطرة من الناحية البيئية والصحية وسلامة البشر ، ويتسبب حرق النفايات في انبعاث الملوِّثات ويعرض صحة البشر ويهدد على سلامة الانسان والحيوان والنبات وذلك إضافةً إلى خطر اندلاع الحريق. فعملية حرق النفايات جريمة يعاقب عليها القانون ، فأين حماية البيئة من ذلك والحريق يتم فى وضح النهار ، وقد وثّقت عدة دراسات علمية مخاطر الانبعاثات من المحارق في الهواء الطلق على صحة الإنسان. منها التعرّض لجزيئات دقيقة، الديوكسين، المركّبات العضوية المتطايرة، ومركبات كل من الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات وثنائي الفينيل متعدد الكلور، التي ترتبط بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجلد والربو وأمراض تنفسية (مما يعنى ان انسان ودمدنى يستنشق الموت) نتيجة لهذه الكارثة التى لا تستشعرها سلطات المحلية .
النفايات واختلاطها بالمياه مع توالد البعوض بكثافة بجانب حرق النفايات من الكوارث التى ستفتك بأم المدائن ودمدنى ان لم تجد حلا عاجلا يا سعادة الوالى ، وللمرة الثانية نقولها وعلى لسان قاعدة واسعة من مواطنى المحلية اقيلوا هذا الرجل يرحمكم الله (انتهى).
كسرة:
وجه وزير شؤون مجلس الوزراء، المكلف بتسيير مهام رئيس الوزراء عثمان حسين، ولاة الولايات باتخاذ إجراءات عملية لمجابهة الوضع الصحي بالبلاد والحد من انتشار الإسهالات المائية (الكوليرا) وحمى الضنك بإطلاق حملة للاصحاح البيئي والنظافة ومكافحة الذباب والبعوض وتعقيم مياه الشرب للحد من إنتشار نواقل الامراض و ذلك وفقا للإرشادات التي تصدرها وزارة الصحة ،مع تكثيف الإعلام عبر كافة الأجهزة والوسائط بالولايات لتوعية المواطنين ونشر الإرشادات الصحية للوقاية من الأمراض….
والله الموفق