
اختيار الفنان الكبير محمد ميرغنى واسرته لودمدنى للعلاج لم يات اضطرارا وانما قناعه بان المدينة المكتوب على بوابات مداخلها عاصمة الثقافة والجمال هى مدينة تحب ارضها الفنون ويتعلق اهلها بالابداع وبالمبدعين مدينة مداخل قلوب اهلها الفنون و الثقافة والرياضة مدينة زانت عبر التاريخ بمن انجبت جيد الفن السودانى بالدرر وشكل من خرجوا منها بابداعاتهم علامات بارزات فى خارطة الفن السودانى ومن هذا الحب ياتى احتفائهم بكل مبدعى البلاد الذين يتنسمون فى ارضها العافية لذا جاء محمد الذى الذى يرقد طريح الفراش هذه الايام بمستشفى الشرطة بودمدنى وكان أول من زاره بعد وصوله وزيرا الثقافة والاعلام و الصحة بالولاية ويتوقع أن يبدأ والى الجزيرة عقب عودته من القضارف نشاطه به وبالقطع سيلتف الجميع حول ابن عوف حتى تكتمل عافيته فاهل الجزيرة المضيافة يعرفون الوفاء لمن اجزل العطاء لهم فمن من اهل السودان لم يتغن مع محمد ميرغنى باغنية انا والأشواق اولى اغنياته التى كتبها له السر دوليب اويردد معه شوف كم زمن ماشلنا هم او اشتقت ليك وتباريح الهوى وحنينى ليك او عاطفه وحنان ياناس وشفتك وابتهجته وسمحه سمحه الصيده ومين فكرك ياحبيب وحلو العيون ولا الصابر انا ولا الباكى وغيرها من لوحاته الإبداعية التى وصلت الى قرابة المائتى عمل فوجود محمد ميرغنى بودمدنى التى احسن اختيارها فرصة لرد الجميل للمبدع الذى جمع بين الكفر والوتر والمعلم الذى عمل بمدارس البلاد لاكثر من ثلاثين عاما ابن ام درمان الذى تشرب بالفن فى وقت مبكر عندما كان يسترق السمع لأغنيات عميد الفن احمد المصطفى من نوافذ صالون الشاعر حسن عوض ابو العلا ثم قدم بعد ذلك تجربته المميز التى نقشته فى دواخلنا وظل محمد ميرغني خلال سنوات مرضه الاخيرة صابرا صامدا لايشكو لاحد واذكر ايام كنت مديرا للثقافة بولاية الخرطوم اتصل بى البقارى رجل المجتمع المميز صديق الفنان محمد ميرغنى طالبا منى زيارة محمد فى منزله لتوفير بعض الاحتياجات فذهبنا اليه وعندما نقلنا اليه استعدادنا لذلك رفض وتحجج بانه ليس بحاجة لشئ وعرفنا من البقارى انه كذلك عفيف فى كل شئ فلم يقبل الا تحت ضغط اصدقائه وهو من حقه علينا أن نقدم اليه كل شئ وهو الذى قدم لنا عمره كله فى العطاء الجميل والجزيل لنا وكلنا ثقة فى وقفة مدنى بجانبه وأملنا فى الله كبير بأن يعجل له بتمام العافية من داخل مشافى مدينة الثقافة و الجمال