راي

علي النعيم ابوهاله يكتب ..شرطةالدفاع المدني، نور في غياهب الليل الحلوك _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

شرطةالدفاع المدني،نور في غياهب الليل الحلوك . .

كثير من الدول المتطورة والمتقدمة والتي مرت بأزمات وكوارث وحروب مشابهة لحالنا الأن، إستفادت من أخطاء الماضي، ورسمت بخطط علمية وعملية مناهج ومنهاج لإدارة الدولة في الازمات، من خلال التعامل القبلي واللحظي والمستقبلي لإدارة الازمة، بحيث يسهل حلحلت وفكفكت العقبات الناتجة عند حدوث تلك الأزمات.ولاننا في سوداننا الحبيب كنا نتعامل بفكر وعقلية (علوق الشدة) لم تنجوا كثير من مؤسساتنا المسؤولة عن إدارة الدولة من العشوائية والقوقائية والفوضوية للترتيب ليوم (كريهة) او كارثة او حرب متوقع حدوثها ،دون الحاجة لضرب أمثال او ذكر البعض منها.إلا أن المتابع والمراقب للإدارة العامة لشرطة للدفاع المدني يلحظ أمر مختلفا لم نعهده في فهمنا العملي ولم نعايشه في ترتيبنا العلمي والنظري في كيفية ادارة الأزمات .فرغم الضرر البليغ الذي تعرضت له الادارة العامة لشرطة الدفاع في سرقة ونهب وحرق وإتلاف مركباتها ومتحركاتها بل حتي مكاتبها وشبكات اتصالاتها وغرف المعلومات والتحكم المركزي ، إلا أنها اثبتت بالدليل القاطع علو كعب إدارتها لتجاوز لتلك الأزمة والنهوض سريعا للحاق بركب عودة (السودان الجديد) .

وظهر ذلك جليلا عند عودة الروح لجسد الحبيبة (أم درمان) بعد تحريرها من دنس المارقين والخارجين والمتمردين .حيث كانت الادارة العامة لشرطة للدفاع المدني أول الواصلين و الحاضرين لتأمين حياة المواطنين بداءً من توفير متطلبات عودة الحياة بمياة الشرب عبر عرباتها وانتهاءً بحملات الرش والتطهير والتعقيم وإصحاح البيئة في الشوارع والأسواق والمنازل والمساجد والكنائيس والمواقف العامة وبعض الدواوين الحكومية التي إستأنفت عملها هناك . هذه العودة السريعة والنشيطة والمنظمة كانت نتاج لعمل دؤوب وكبير وطويل من التدريب والتأهيل والممارسةوالتحضير والتنبؤ لمثل هذه الكوارث.

وليس ببعيد ماتابعناه بكثير من الفخر والإعزاز مشاركة قواتنا من شرطة الدفاع المدني في كوارث الزلازل التي ضربت تركيا مؤخرا والمهارات الفنية والفردية التي اظهرها أبناءنا في تلك الأحداث وما وجدناه من إشادة من الجميع رغم ضيق ذات اليد وضعف الميزانيات المقدمة لاكمال التطور التقني لمتطلبات المرحلة .الدفاع المدني تجاوز مهامه الإسعافية والتأمينية بأن شارك ضباطه وأفراده في الزود عن حمي الوطن مقدميين الشهداء والجرحي والمأسورين والمفقودين من الضباط وضباط صف وجنود الإدارة، دون التقيد بصلاحيات او تعليمات أو تخصصيه في مهام الدفاع عن الدولة ملبين نداء الواجب والوطن .

من المهم جدا علي الدولة بعد انقشاع هذه الغمة أن تولي الادارة العامة لشرطة للدفاع المدني اولوية قصوي من حيث التجهيز والتدريب وتوفير متتطلبات العمل الاحترافي للدفاع المدني بمفهومه الشامل، عطفا علي بشريات(دولتنا الجديد) والتي أري بوادر ميلادها قد حان وأزفت ساعة نصرها.وهناك ستكون الصناعات بفهم حديث وإعادة الإعمار بمفهوم مختلف والتنمية والاستثمار بعقلية جديدة تستوجب ان نبداء من حيث إنتهي العالم ، سيما وأن هذا العمل الضخم والكبير والمهام القادمة يقف علي راسها رجل شرطة عالم ببواطن امور مهنته ودارس وفاهم معني (الحياة)، رجل صقلته الأيام وعركته التجربة حتي صار رمز ومفخرة لقادة الدفاع المدني علي مستوي العالم العربي والإقليم الافريقي بل والعالمي، الا وهو الدكتور والخبير سعادة الفريق شرطة/ عثمان عطا مصطفي .

 

فسيد /عثمان رجل لا تشغله الرتب ولا تلهيه المناصب ولا تغريه سطوة الكراسي عن النزول للدرجة الادني من مهامه لمتابعة أمر سقيا او انقاذ غريق أو إطفاء حريق أو ترتيبات خريف أو حوداث فيضانات أو أي كوارث طبيعية ، فالرجل يصل بنفسه متفقداً وسائلاً ومطمئناً ومتابعاً ومراجعاً لكل صغيرةٍ وكبيرةٍ بعيداً عن تقارير (تمام سعادتك) او بهرجة (الإشارات) وتنغيم وتلميع (الخطابات) وتجميل إسلوب (الاتصالات).

هذه المدرسة (العثمانية) هي انجح وانجع السبل لأجل تطوير عمل الدفاع المدني، لانه أمر حياة وارواح وممتلكات وثروات ومؤسسات دولة او حاجة أفراد . يجب علي (دولتنا الجديدة) وبعد ان تعلن عن نهاية الحرب ووضع اوزارها ان تشرع دون تردد في ترتيب الدفاع المدني . وصدقوني ستجدوا عند سعادة الفريق دكتور /عثمان عطا كل الخطط والبرامج والآمال والأحلام لصناعة دفاع مدني يليق بسوداننا الجديد وشديد .التهنئة لكل شرطي بالادارة العامة للدفاع المدني بالعيد السعيد سأئلا المولي عز وجل أن يتقبل منهم مجاهداتهم وفداءهم للوطن وإقدامهم علي الموت من أجل عزة وكرامة الشعب السوداني .

وأقول للذين يبحثون عن (ضؤ) في آخر النفق سيروا في أمان فأن الادارة العامة للدفاع المدني قد (أنارت) ذلكم النفق حتي يسهل للجميع الوصول وتدارك مخاطر السير في المجهول وبشري علي أن نفق الضيق قد أصبح صديقا يؤنس وحشة الليل وظلمة الحروب وكربتها ويلا ياسودان قوم من نومة الحرب والدمار،انهض فإنك أمل للعالم اجمع سلة للغذاء ومأمن عند الكرب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى