منوعات

عفاف عدنان تكتب …….كلاب ..وسلاحف… بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

كلاب …وسلاحف ..

عفاف عدنان

عندما انتقلنا للعيش فى بيتنا هذا من عدة سنوات …جاء إبنى الأصغر للحياة .بعد إنتقالنا بشهرين ….وكان شقيقه الأوسط والذى يكبره ب4 أعوام يعانى من الحساسية منذ مولده ضد أشياء كثيرة منها الصوف والوبر والريش ..مما جعل مطلب أخيه الذى يكبره فى اقتناء كلب مستحيل …واستطعت أن أقنعه بسهولة بأن شقيقه سيمرض …ورأيت أن أبحث عن حيوان ليس له شعر ولا صوف ولا ريش ..وهادىء ..فخطرت ببالى السلحفاة …وطلبت له واحدة ..

وبعدها سافرنا لمصر فأهدانا أحد أصدقاء أسرة شقيقتى (سامية ) والتى كانت تقيم آنذاك بمصر ..أهدانا سلحفاة ..أصر إبنى (صاحب الحساسية ) أن نحضرها معنا …وأسقط فى يدى ..كيف وهى بدون أوراق صحية .؟ وكانت الإجابة جاهزة عند زوجى ..الذى طلب منا أن نعود عن طريق برلين الشرقية ..وكان هذا بعد الإندماج بفترة قصيرة لأن مطارها كان عاديا لم تدخله التكنولوجيا ..

وهكذا إستقبلنا زوجى فى المطار فوضعت السلحفاة (الهادئة ) داخل كيس بلاستك وعملت به بعض الأخرام ووضعت فوقها ألعاب بلاستيكية خفيفة وتركت إبنى يحمل الكيس ويخرج به أولا ..وهكذا خرقنا أول قانون صحى …!!

تعرفت هنا فى حينا على جارتى ( الخياطة ) البارعة والتى كانت تحكى لى عن زوجها المريض بالمرض الخبيث ..ولكنه كان يبدو صحيحا معافى يعمل بالحديقة ..ويتسوق ..ويقوم باصطحاب الكلب للنزهة ..آه ..الكلب (ريكس ) والذى كان لهما بمثابة الإبن ..فإبنهما (البشرى ) يعيش بعيد عنهما وياتى كل بضعة سنوات ليقضى معهم عيد (الكريسماس ) ولذلك نجد ريكس يحصل على كل الحب والدلال ..

ولما كنت أخاف الكلاب منذ صغرى بسبب حادثة صغيرة حدثت لى وأنا فى الرابعةأخذت على إثرها (14 ) حقنة ضد السعر لم ولن أنساها ..فقد كان لا يمكن أن يسكن معى كلب فى البيت ..فوجدت فى السلاحف ملهاة للأطفال وأمان لى ..إلا أن صديقتى ( ماريانا الخياطة ) أصرت أن تعرفنى ب(ريكس ) وكان كلبا كبيرا أسودا مشعرا كالأسد ..فنادته وتحدثت معه لغة ألمانية صافية ( ريكس هذه عفاف …عفاف هذا ريكس ) وهز ذيله علامة الفهم والقبول ..حتى صار يستقبلنى ما أن تطأ قدماى باحة المنزل …ويقودنى للداخل ..ونشأت بينى وبينه ألفة فصرت لا أخافه ..وزوجها أيضا صار صديق لى فهو مرح و(زول نكتة ) ويتسقط أخبار السودان ليجد موضوعا يتحدث فيه معى …

أمس إتصلت بى (ماريانا ) وصوتها مختنق ..قالت لى ( عفاف صديقك توفى ) وشعرت بقلى يغوص فى صدرى ..فقلت لها (أنا قادمة ) ..واستقبلتنى وهى تبكى ..وتقول ..(الحمدلله ..مات نائما ولم يشعر بألم ) وتلفت حولى ..فكل شىء عادى ..وبعد قليل رأيت زوجها قادما من الحديقة وقال ( لقد دفنته بالحديقة وغرست زهورا على قبره ) !!

كنت حينما جئتها ظننت أن الميت زوجها ..وحمدت الله أننى لم أسألها ( صديقى منو فيهم المات يا ماريانا ) ؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى