منوعات

عفاف عدنان تكتب ….كتر من المجان ……..ولو يضرك ..! بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

كتر من المجان ……..ولو يضرك ..!

عفاف عدنان

سمعت هذا المثل من زمان ..ولكنى لم أتبين صدقه إلا عندما كنت فى المملكة المتحدة …فقد جمعتنا إدارة المستشفى فى الأسبوع الأول ..وأطلعونا على قوانين المستشفى والمدرسة التابعة لها ..وأول ما لفت نظرى القانون القائل بأنه لا يمكن أن تفصل طالبة أو تعاد لديارها إلا خطأ واحد …ودار ذهنى فى شتى الإتجاهات ..وجعلت أستعرض القتل ..الضرب المؤذى ..الخروج عن حدود الأدب والسلوك الأخلاقى

..و…فسمعت أن السبب هو (السرقة ) ..هى فعلا فعل منكر وسىء …ولكنى ذهلت عندما ذهبت فى المساء مع صديقتى للمطبخ ..فإذا بالتلاجة مغطاة بأوراق كثيرة كلها من نوع ( التى سرقت اللبن بتاعى …الرجاء عدم تكرار هذا الخطأ المشين ) أو ( لابد أن أعثر عليك يا من سرقتى الزبادى خاصتى ) !!

وتعجبت ..من هنا تبدأ السرقة ..وتمارس بكل بساطة ..حتى أننى وزميلتى كنا نضع الحليب فى ( المسطبة ) خارج شباك الغرفة ليلا فى الصيف …. وأذكر أنه عند حلول العيد قررت وصديقتى أن نعمل (لقمة وملاح ) إحتفالا بالعيد ..وكنا قد جلبنا معنا من السودان الدقيق المر و(الشرموط والشطة ) وفطرنا بألذ فطرة سودانية ..وقررنا أن نضع باقى الملاح فى التلاجة فلن يمسه سوء لأنهم لا يعرفونه ..

وعندما عدنا فى اليوم التالى كانت التلاجة تخرج لنا لسانها ..فقد إختفى الملاح والحلة إلى يومنا هذا …!!
وعندما جئت للعيش فى ألمانيا تأكدت أن الخواجات عموما يتطبق عليهم هذا المثل بحذافيره …فعندما دعوت زملائى وزميلاتى واستاذ المعهد عند انتهاءنا من كورس اللغة الألمانية إلى بيتنا للعشاء …حضروا جميعا ..وشربو ( الحلومر والكركدى ) وأكلو كل الطعام الذى صنعته من غير إستثناء …

وقد قرأت مرة فى (ريدرزدايجست ) أن الرحالة البلجيكى الذى قام بأول رحلة على الجمال عابرا الصحراء الكبرى حتى وصل إلى السودان عن طريق الغرب ..وهناك قام أهلنا الكرام بذبح الخراف إكراما له ..أنه أكل من ( المرارة ) حتى شبع وكذلك أطعم منها عروسته الجديدة …
قبل سنة تقريبا إتصلت بى إحدى الجارات وقالت إنها تدعونا لطعام الغداء معها حيث تعد لنا مفاجأة ..فاعتذرت لأن معى صديقتى الألمانية ..فأصرت أن أحضرها معى ..وذهبنا حيث كانت المفاجأة أكلة (ملوحة كااااربة بالقراصة ) ولكنها أعدت طعاما خفيفا لصديقتى ..غير أن الألمانية اصرت أن تأكل معنا ..وحذرتها من الشطة والبصل ..فأبت إلا أن تشاركنا الطعام ..فقلت لنفسى سوف (تآمن ) من أول لقمة ..ولكنها استمرت تأكل بشراهة … وفى العودة أنزلتها بمنزلها .

فى الصباح الباكر إتصل زوجها وقال أنها بالمستشفى حيث عانت من الألم الكثير ..وهرعت مع زوجى لزيارتها …كان يبدو عليها الإعياء ..فنادتنى على جنب ..وتوجست خيفة فإذا بها تقول لى ( المرة الجاية كلمينى سرا .. …بجيب معاى الحبوب الأدانى ليها الدكتور ) ….!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى