
طبيب نجيب
كنت طالبة بثانوية كوستى …عندما رأيت إحدى العاملات جالسة على الأرض تخطط بأصبعها فى التراب ..وتبدو عليها الحيرة ..فسألتها …مالك يا خالة ..أجابت ( والله يا بتى متحيرة فى الدكتور الجابوهو جديد فى المستشفى …منع الزيارة بتاتا وانتى عارفة إنو أنا بتى الوحيدة والدة هناك ..ومحتاجة لى مديدة و حلبة …ومحريب ..ما قالوا النفسا قبرا مفتوح أربعين يوم ..وضهرا لين …بقوم الدكتور العجيب دة يحمينا الزيارة ؟ ولا حتى ندخل ليها الأكل ؟)
وحاولت التخفيف عنها وذهبت يعدما إعتقدت أنى نجحت فيما حاولت ..
فى اليوم التانى رأتنى من بعيد وصاحت أجرى يا بتى شوفى الحصل ..(كانت مستغرقة فى الضحك ) سألتها شنو إن شاء الله خير ,,فأجابت ولا زالت تضحك ( أمس بالليل شاورت عقلى وقررت براى أدى الغفير رشوة …أبو البت أبى كلو ..كلو …بس ما اشتغلت بيهو ..و مشيت للغفير أبى برضو ..قمت فتحت المحفظة بس التقول شاف الموت وهاج فينى ..يعنى بتشترينى ؟ أنا بنفذ التعليمات …ولكن كان بعاين لى راجل بعيد وعرفت إنو لو وافق يبقى لازم يدخل الناس كلهم ..فابتعدت فى إنتظار فرصة تانى .. فرأيت الرجل إياه يتجه للغفير ويتحدث معه ..والغفير يهز راسو علامة الرفض …ويصر وشو مرات …قلت فى بالى دة زاتو مغروض إمكن مرتو برضها والدة ..كدى أمشى و نتفق سوا وأهو مبلغ الرشوة يكبر إمكن الغفير عينو تزوغ ولا كدة …ومشيت للراجل قلت ليهو إنت برضو مرتك راقدة هنا ؟ قال لى آى ..بس ليه . قلت ليهو عشان نتفق ..قالو جابو دكتور صعب خلاص إسمو (قشرو ) حامى الناس الزيارة ..هىهىهى ..وبس يا بتى الراجل ( جضمنى ) ورفعنى لى فوق ..وقال لى فى وشى ( أنا زاااااتى قشرو ) هاهاهااااى…
ألا رحم الله الطبيب العظيم دكتور (أبو حسن أبو ) صاحب التأريخ المكتوب بالنور … ويكفى أنه كان الطبيب الوحيد فى إفريقيا والشرق الأوسط الذى يجرى عملية (الفيستولا ) بنجاح ومريضاته القادمات من غرب السودان هن الوحيدات اللائى يعدن بتصريح سفر من وزارة الصحة ..فقد كان من حظى ودواعى سرورى أن عملت معه فى بداية مشوارى العملى وتعلمت على يديه الكثير .