منوعات

عفاف عدنان تكتب ……العازب حياتو عذاب ………… بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

العازب حياتو عذاب …………………….

عندما تغنى عاطر الذكر الفنان الراحل النعام آدم بهذه الأغنية …كان يعنى (عزابة ) زمان …المبطرين ..المضربين عن الزواج لأنهم يبحثون عن البنت البيضاء ذات العيون السوداء الساحرة والقوام الممشوق والشعر (الليل الطويل ) …والضمير ( الكلو قبضة إيد ) وأوصاف لا تجتمع فى مخلوق من االبشر …و ربما كانت طلباتهم تلك ليؤجلوا الدخول فى القفص الذهبى بعض الوقت …لأنهم كانوا يعلمون إنهم عندما يقولون يا زواج لن يعطلهم شىء…كانت الوظائف متوفرة (القريشات ) مبروكة والأهل هديين ورضيين …يعنى ببساطة البحصل اليومين ديل فى البذخ الممجوج لم يكن حتى فى أسوأ كوابيسهم …و كان الأهل من ناحية أخرى لا يقبلون وجود الولد العازب الذى تجاوز الثلاثين أن يبقى بينهم …لأن (بورة ) الولد أخير منها بورة البنت …على الأقل ما بيدها شىء …أما إذا بلغ الولد سن الأربعين ولا زال عازبا ..فالويل كل الويل للأهل من الناس وكلام الناس ..حيث لا عذر له ولا لهم …

زيادة على أن وجود بيت العزابة فى الحلة كالبيت المسكون بالشياطين ..يخشاه كل الناس …حتى الكلاب لا تنام فى ظله ..ربما لأنها قانعة أنها لن تظفر ولا حتى بعظمة . كيف مع العدس والسخينة ديل..؟!…ويكون هذا البيت مصدر إزعاج للحلة عندما يفكر ساكنيه فى الترويح عن أنفسهم ببعض الغناء …وتصبح المحاضر عند الشرطة زى ورق المحاية عند الفكى …حتى الحرامى لا يمكن (يتلب ) عندهم ..إذ ماذا ينتظر من شوية شباب غلبانين العرس زاتو ما قادرين عليه …ويخاف أكثر لو تجرأ وفعلها …هناك تبدو نبابيت الشرطة أرحم من كفوفهم القوية من السواعد الشابة …زيادة على أن التعود على حياة العزابة وبيت العزابة ( السايب ) يغرى الساكنين بعدم مبارحته …وأذكر أحد الشبان سكن ردحا من الزمن فى بيت العزابة وعندما تزوج سافر شهر العسل وعاد …وذهب للعمل فى اليوم الأول وبعد الدوام عاد إلى منزل العزابة (كدة بالتعود ) ونام ..وعندما أيقظه أصحابه أصيب بالذهول لأنه وعد عروسه أن يتناولا الغداء مع أمها ….(الباقى تمو خيال ) !!

أما اليوم فحلم القفص الذهبى أشبه بالخيال العلمى الذى لا يمكن أن يتطبق على أرض الواقع ..وصار الفتيان والفتيات سيان فى البورة المفروضة من حضرة السيد الإقتصاد والذى يستحق أن يغنى له الشاب والفتاة (متعالى علينا …دلالو يزيد…)

كانت معى فى الكلية صديقة لطيفة وبتاعة نكتة …تحكى دائما عن (حبوبتها ) الثرثارة والتى تتحدث فى كل شىء …نظرت يوم إلى بنات أبنها الثلاث (غير متزوجات ) وقالت لهن …( أنا يا يمة حااامدة ربى لا بُرت فتاة ولا برت عزبة ) …وكانت كثيرا ما تقول كلام غريب …فى إحدى المرات خاطبتهن قائلة ( أها عاد يا بناتى …العرس دة عرفنا ما بإيدكن …الولادة دى أبيتنها مالكن ؟!!).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى