(قصة قصيرة)
الوداع الأخير
عبدالوهاب السنجك
همس اليها .. ان كان ذلك لابد اخرجي من بين اضلعي وسافري الي حيث تجدين المرسي، فتلاطم امواج البحر العاتية لن تهدآ، وربما تستطعين الوصول للضفة الثانية بآمان.
قالت .. امسك بيدي لنبحر معا فالرحلة قد تكون صعبة وقاسية.
قال .. سأكون قريبا منك بل سوف انتظرك علي ضفاف الضفة الثانية بلهفة، انني لا آحب البحر وملوحة مياهه..و اكره الرقص علي هدير تلاطم واصوات امواجة القوية . فوداعا وقد نلتقي من دون موعد.
قالت…لماذا انت مسرع اتريد ان اتتركني اصارع الموج لوحدي.
قال.. لقد كان ذلك اختيارك فالبحر عميق ولا ساحل له فالسباحة ليست نزهة كما تظنين.
قالت.. ماذا عن وحوشه واسماك القرش وحيتانه
قال..لا ادي!! غير انني اخاف ان اخطآت السباحة قد تبتلعك الحيتان وتفترسك اسماك القرش.. فالزمن يمضي ولن تتوقف ساعات دورانه ابدا.
غير انني سانتظرك علي ضفاف الضفة الثانية بكل لهفة وشوق… قد نلتقي وربما لا اراك مرة ثانيَة..فابسطي صدر يديك لاودعك والحزن يقبض علي صدري فهو الوداع الاخير الذي لا احبه..
