
عندما تكون كسورنا في متعلق الذات من جهل ساستنا وتعميتها،وخيانتهم البغيضة للوطن نكتشف أنّ مع كل أزمة تفتح لنا أزمات وتحرير العقول من أصعب الجبهات.
ذلك الأساس لتحرير الأوطان وانعتاق الإنسانية من قيد التبعية البغيضة ويستحيل بناء شعب على قواعد مختلة وعقول لا تؤمن بمتانتها الأخلاقية، وتعتّد بما بين أيديها من شريعة سمحاء، لتزرع في ربوع النفوس شقائق النعمان لمعنى قيم الإنسان وتحضّره.
ساحة المعرفة هي الجبهة المتقدمة لأيّ مشروع تحرري لجبر كسورنا الكثيرة
إنّ الظروف التي نعيشها الان جراء واقع مفروض علينا التدثّر بغطاء الغير وما يملكه تفقدنا ما نملك ولسنا معنين بضروب الإرضاء لعاهات مراكز القرار بالبلاد التي خلناها مضارب للقيم وكنا نطمئن إليها بما تدعو إليه ونضمر حسن النوايا احتراما منا للمعرفة في ذاتها ولذاتها.
قامات لأسماء لامعة ونجوم فكر سياسيون نراهم يسقطون مع كل أزمة وبامتحان لهذا الوطن المنكوب بهم نماذج وشواهد، لن تكون أخر المحطات التي أخرج فيها البعض أثقالهم وعفونة عقولهم لإثبات رصيد انتمائهم الحزبي الضيق على حساب الوطن
لا مكان لفهم مواقف هؤلاء الخونة الداعمين لاستلاب الوطن وللقتل الجماعي،والاغتصاب ولا يفهم هذا التوجه خارج منطق التطرُّف العرقي والتمييز العنصري وإن عرفت توجهاتهم إلاّ أنّ الاستكبار ملّتهم موغلة في نفوسهم المريضة
ومن يؤمن بعبقرية هذا التوجه والخيانة يرى بقية الخلق مشاريع قرابين يستحيل أن يكون منبرا للفلسفة التواصلية حين تضع سياق الحياة الاجتماعية وتعتبره منجز لبناء التصوري العقلي. ومن الاحرى أن نتفهم أحقية الوطن علينا وتعرية من خانه
وصار لزاما علينا ألاّ نبقى مرهونين بين للأحزاب لنغرف من نهل الوطنية الملوثة بفكرهم
من يؤمن بإبادة الانسان ضريبة لبقاء نوع خاص لا يؤتمن على تسليعه من عدمه.
طبقة هؤلاء المغيبين والنافذين تحولت للوبي تعتمد أيديولوجيا الوجود ، وإن كانت تتغطى بالديمقراطية ظاهرا فنزعة التسلط والهيمنة ورؤية الأنا لشعب الله المحتار غالبة وقاتلة.
واقعا هي إرادة قوّة ومنظومة هيمنة عابرة تسوق لشرعنة كلّ بطش بالآخر وفي تحويل الباطل الي حقّ. من يريد التّفكير بأمانة وصدق ونهل معرفي سامق لوطنه وللإنسانية جمعاء، عليه أن ينفض عن عقله الكثير من الدّجل المتحذلق والعبث المنمق، عليه أن يجتهد في مُفردات أخرى وأن يحفر في مفاهيم أدقّ وأن يتخيّر لعقله مرجعيّات سليمة لنظرية معرفة تنسج برمجيات سامقة لمشروع الوجود الإنساني ككل.
لازلنا نجتر وراء وهم الحرية والاستلاب حتى ترسّخت لدى نخب كبيرة فكرة أنّ الغرب هو النموذج وهو النّمط الأمثل لمستقبل السودان
بديموقراطيته وتقدم إنسانه الى ان تبين بالمكشوف ان نوازعه استعلائية مؤدلجة والظاهر أنّنا امام الرمق الأخير لمفترق طريق هذه السرديات.
السّياق الماثل الان مع كثرة الأزمات مدمي وسيزداد تعقيدا والقطيعة قادمة لا محال. حينها سيكون حرج النّخب كبيرا وستكون حيرتنا اعمق لعدم توفير بدائل لمشروع الانعتاق والانبعاث.
ما يحصل من مواقف في أزمات الشدّة يكشف لنا حقيقة أنّ الجامعات و مراكز البحوث والأكاديميات وقامات المعرفة غير مؤتمنين على قدسية العلم والمعرفة وحرمة الانسان. ويتضح مع كل أزمة أنّ خونة الوطن فلاسفة السياسة الحمقاء دوما منبوزون يغدقون العطايا ويقرّبونها لسادتهم حتى لو وضع محك الإنسانية وقيمتها على مسالخ القتل بالجملة تبقى اعتباراتهم ومواقفهم تتخذ حسب المصالح القائمة على التبرع على السلطة لا غير.
ان الواقع المكرس على الارض لتحقيق مصالح ذاتية حالة استعصائية ترمي لاستعباد مقنّع لحرية المواطن
تبدأ كل حضارة بالأفول عندما تفقد الوازع الأخلاقي وفلاسفة الديمقراطية الداعمين للموت والدمار سقطوا عن ذاكرة الشعب وأعلنوا عن افلاسهم الاخلاقي والتوقف عن كونهم ضمير المجتمع الحي