
من الذي نشر الفيديو ..!!!
شاهيناز القرشي
قبل عدة أيام طالعتنا فيديوهات لطائرات مسيرة صغيرة تضرب سيارات ومناطق تتبع للدعم السريع في إصابات دقيقة ذات تأثير محدود، ومحدودية التأثير جعلتني أبحث عن هذه التكنلوجيا الجديدة ولماذا أكتفى الجيش بهذه المحدودية؟ لماذا لم تتبع الضربة ضربةً ليكتمل التدمير للمركبة او ملاحقة الفارين من جنود الدعم السريع ليكون الهجوم كامل الفعالية، فتوصلت للاتي: أنّ هذه الطائرات ليست عسكرية ولكنها مسيرات تستخدم في أغراض مدنية من ضمنها السباقات ويتم تعديلها وتحميلها برؤوس متفجرة صغيرة يتم التحكم بها من الارض في نطاق ثلاثين كيلو، وتعتبر طائرات انتحارية بمجرد اقلاعها لا يمكن أن تهبط بسلام لذلك لابد من توجيهها لهدفها، وتكلفتها بضع مئات من الدولارات، وأكبر سوق لتعديلها في اوكرانيا ، معرفتي بهذه المعلومات عقب نشر الفيديو جعلني اتساءل من الغبي الذي نشر هذأ الفيديو؟ وقررت ألا اكتب ما توصلت اليه ولكن بعد تقرير ال CNN عن هذه المسيرات أصبح الصمت غير مجدي ونشر هذا الفيديو إن لم يكن بسبب الغباء فهو بسبب العمالة.
هدف النشر وتأثيره
عقب النشر عادت الروح للمبشرين بقرب انتصار الجيش، وأحيوا الأمل لدى المغيبين والذي بدأ يموت بحكم عدم وجود انتصار مؤثر للجيش على الارض وتم اخراس أسئلتهم عن الانتصارات القديمة المكذوبة بأمل جديد، ولا أظن أن من نشر هذه الفيديوهات جهات تابعة للجيش الناشر هم الاخوان المسلمين عبر ابواقهم التي تدعي مساندة الجيش فإطالة أمد الحرب وإبقاء أمل الانتصار حياً هو من مصلحة الحركة الاسلامية التي تبحث عن جمهور يتقبلها وعن مفاوضات توضع فيها مطالبهم على الطاولة.
تأثير النشر على نطاق داخلي وخارجي
أولاً: تم تمليك المليشيا معلومات السلاح الذي يستهدفهم وعرفوا مقدراته، ومصدره، وتكلفته وغالباً الآن يبحثون طريقة الردع أو امتلاك نفس السلاح وهذا سيحدث بسرعة بسبب تسهيل مهمة تحديد نوع السلاح.
خارجيا
أظهرت الشاشات التي عرضت في الفيديو والتي تتحكم في المسيرة الانتحارية انها تتعامل باللغة الاوكرانية وقفز المحللين الى أن اوكرانيا تستهدف مجموعة فاغنر في السودان وتضرب عبرها المصالح الروسية المرتبطة بالمليشيا، وهذا يحدث في ظل قرار من مجلس الأمن يجرم دعم أطراف النزاع، ووسط سعي غربي لإيقاف الحرب، وهذه هي الأطراف التي تدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا مما سيعقد الموقف الاوكراني مالم يكن هذا التدخل مسموح به من قبل هذه الأطراف،
في هذه الحالة تكون الضربات في الخرطوم هي ارهاصات البداية لاستهداف شحنات الذهب التي ينقلها الدعم السريع لصالح فاغنر، ولكن الن يكون هذا مبرر لتدخل روسي او فاغنري سافر لدعم الطرف الاخر؟ يمكن لأوكرانيا التملص من هذه المسؤولية لان الطائرات الانتحارية ليست عسكرية وليس بالضرورة أن يكون من عدلها ودرب الفنيين على استخدامها طرف حكومي، أنا لا اظنّ أنّ المتحكمين في الطائرات هم القوات الخاصة الأوكرانية كما جاء في تقرير CNN ولكنهم أطراف سودانية تم تدريبيهم على التعامل مع المسيرات الانتحارية، فالخرطوم ليست مكان آمن للتواجد الأجنبي في ظل هذه الظروف ومدى الطائرات يحتم وجود المتحكم في نطاق ثلاثين كيلو،
من نشر هذا الفيديو جهة لا يهمها مصلحة السودان البلد وانما نشر لأجل أغراض محدودة لصالح جهة بعينها وهي على استعداد لوضع السودان في طريق الحرب الروسية الاوكرانية الأمريكية من اجل مصالحتها.
جدوى هجمات الطائرات الانتحارية
أولاً: تكلفتها المادية ليست متناسبة مع النتيجة التي رأيناها، إلاّ إذا هاجمت مركبة تحمل سلاح ذو تأثير وتم تعطيلها عن الاشتباك في معركة جارية، أو ضرب مركبات شحنات الذهب الروسي، وهذا لمصلحة أوكرانيا أكثر من المعركة التي تدور على أرض السودان، فضرب شحنات الذهب الروسي لن تكون سبب لتسحب روسيا دعمها للمليشيا بل على العكس تماماً يمنحها مبرر للتدخل بحجة حماية المصالح الروسية.
وماذا لو قررت أمريكا حماية أمن البحر الأحمر حلفائها في المنطقة ؟
هذه هي الحسابات التي سيدخلنا فيها من يظن أن النصر في هذه الحرب يعتمد على الاعلام وعلى ما يبثه من إشاعات وأكاذيب هذا ليس نصر للجيش وإنما نصر الإخوان المسلمين على حساب الجيش .