راي

شاهيناز القرشي تكتب ..حركات دارفور سبب الحياد والانحياز _بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

حركات دارفور سبب الحياد والانحياز
شاهيناز القرشي
في البدء يجب أن نثبت شيء ،أن اول متمرد في دارفور هو الشهيد المهندس داؤود يحيى بولاد الإسلامي المتميز الذي برز في جامعة الخرطوم وفاز برئاسة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم مرتين على التوالي وكان له دور مهم في بواكير انقلاب 89 ،وعدته الحركة ألاسلامية بتنصيبه حاكماً على دارفور بمجرد نجاحهم في السيطرة على الحكم ،ولكنهم تملصوا من هذا الوعد وطلبوا منه السفر لامريكا ليكمل الماجستير ،وكان لبولاد تجربة انتخابية فاشلة في دارفور وحملته الحركة نتيجة هذا الفشل ويقال انه اُتهم من قبلهم في ذمته المالية ،وتعرض لنوع من المحاكمة ،واختار الترابي علي الحاج ممثلاً للحركة الإسلامية في دارفور بدلاً عنه ،فخرج يحيى بولاد متمرداً لينضم للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق قائلاً عبارته الشهيرة :لقد وجدت أن رابطة العرق اقوى من رابطة الدين في الحركة الإسلامية ،وتم القبض على يحيى بولاد في منطقة غارسيا ويقال أن الإسلاميين عذبوه عذاباً نكرا ،وقام بتعذيبه الطيب سيخه ،يقول الدارفوريين أن داوود يحيى بولاد قتل دهساً بدبابه عام 1991.

تم القبض على يحيى بولاد قبل أن يجمع حركته العسكرية بشكل كامل ،فواصل الطبيب الإسلامي خليل إبراهيم والذي كان امير مجاهدين في الجنوب وتقلد منصب وزاري في حكومة البشير مسيرة التمرد لنفس أسباب بولاد وهي العنصرية والتهميش ،فأسس حركة العدل والمساوة وبالاتفاق مع حركة جيش تحرير السودان والتي كانت حركة نضالية سياسية بقيادة عبد الواحد محمد نور ،وكان عبد الواحد طالب القانون بجامعة الخرطوم رئيس حركة تحرير السودان وكانوا يتبنون افكار الحركة الشعبية بقيادة جون قرن ،جاء هذا الاتحاد بعد معركة بين قبيلة الزغاوة والقبائل العربية الرعوية الرحل في المنطقة ،واتهم ابناء المنطقة الحكومة بتسليح القبائل العربية واتحدت هذه الحركات مكونة مايعرف بجبهة تحرير دارفور ومن هنا بدأت حرب دارفور.

*اول المتمردين ومن بدأوا حرب دارفور هم اسلاميين وذلك بسبب خلافات داخل الحركة الاسلامية ،من كون الدعم السريع هم الاسلاميين ،اذاً ماوصلنا اليه من انفصال الجنوب واشتعال الغرب هو طبخة اخوانيه كاملة*
تقلبت جبهة تحرير دارفور ما بين الانتصار والانهزام والاتحاد والتفكك حتى تشظت ل82 حركة بل وصل الامر الى ان بعضهم شارك حكومة الانقاذ البائدة الحكم عندما صار مني اركو مناوي مساعد لرئيس الجمهورية ،والتجاني السيسي رئيس للسلطة الانتقالية بدارفور .استطاع الجيش بمساعدة الدعم السريع أن يحد كثيراً من القوة العسكرية لهذه الحركات حتى كادت أن تتلاشى واصبحت بلا تأثير يذكر وانعدم وجودها على الارض السودانية الا بعض المناطق.

*دور الحركات بعد الثورة*
أستقطبها الجيش لجانبه بعد أن دبت الخلافات في جسد الحرية والتغيير وكانت نتيجتها انفصال هذه الحركات عن القوة السياسية
وأصبحت مصدر قوة للعسكر حتى نفذوا اعتصام القصر ليكون مبرر للانقلاب على الحكومة المدنية

*أسباب حياد الحركات*
بعد أن ظلت لاكثر من سبعة اشهر صامتة اعلنت الحركات انحيازها للجيش وذلك عقب انتشار تصريحات للدعم السريع عن تكوين قوة مشتركة بينهم وبين الحركات للحفاظ على امن دارفور ،وانا اقصد (بالانحياز) الحركات المسلحة التي بقيادة مناوي وجبريل لان عدد منهم ظل على الحياد والبعض اصطف مع الدعم السريع ، والحياد بالنسبة لهذه الحركات هو حياد ضرورة للحفاظ على قوتهم البشرية ،فبعد أن انكشفت الاوضاع على الارض وعلموا أن ليس للجيش قوات برية الا الدعم السريع نفسه قرروا أن لا يجازفوا ويقدموا جنودهم كوقود للحرب بحجة أن الاندماج لم يكتمل على الرغم من أنهم جزء من حكومة العساكر ،ولكن الحسابات كانت تقتضي هذا الموقف وهي حسابات ما بعد أن ينقشع غبار المعركة في تلك اللحظة ما سيحدد مكانك من كراسي السلطة هو قوتك العسكرية او الشعبية وبما أن هذه الحركات أصبحت بلا سند شعبي مناطقي فهي تعتمد على قوتها العسكرية والتي في ظني ليست بالكبيرة وذلك لعدة أسباب اذكر منها *فقدان القيادات ألكاريزمية التي أنشأت حركات التمرد *عجز هذه الحركات عن المساهمة بشكل فعال في اقاليمهم مما افقد الشباب حماس الانضمام اليهم *تضرر بعض المواطنين والمناطق من تفلت بعض أعضاء الحركات خلق نوع من العداء معها ،بالإضافة الى أن النتائج على الأرض تثبت ضعف عدد هذه الحركات فحركة العدل والمساوة تتدعي أنها تضم 35 الف مقاتل وجميعنا نعلم أن هذا عدد قوات الدعم السريع قبل الثورة ‘فاذا كان لحركة العدل والمساوة هذا العدد لراينا لها مناطق محررة مثل الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو ولا ننسى أن مجلس الامن قد حظر الطيران الحربي فوق دارفور منذ 2006 وذلك يعني أن المواجهة ستكون رجلاً لرجل ،أضف الى ذلك شهادات بعض الأهالي في دارفور عن محاولة الحركات بدأ التجنيد بعد وصولوهم لمراكز عليا في الدولة في محاولة لتحسين موقفهم العسكري البشري مخالفين بذلك اتفاق جوبا الذي نص على ايقاف التجنيد.

*تفسير انحياز الحركات ألان*
أولاً تصاعد الأصوات المطالبة بتفسير وتبرير احتفاظ القيادات المحايدة بمناصبهم في ظل حرب فقد فيها الجيش الكثير من المناطق والجنود بينما تشاركهم الحركات طاولات السيادة وفي نفس الوقت يحافظون على قوتهم العسكرية ويتواصلون مع الدعم السريع سراً وعلانية ،والسبب الأهم في نظري هو الاتفاق السياسي الذي يلوح في الافاق والذي سيعيد للمدنيين السلطة ،سيستخدم الجيش الحركات لنفس الغرض وهو تقوية موقفه وإيجاد اطراف تهز العمل السياسي ولا تتفق الا معه وتكون حصان طروادة الذي سيسمح للعساكر بإيجاد موقع يؤثرون منه على العمل السياسي ،او تنفذ هذه الحركات سياسات تضعف القوى المدنية وذلك بالايعاز من اذرع النظام السابق داخل الجيش ليضمنوا مصالحهم السياسية والمالية ،واذا لم تنحاز هذه الحركات الان فلن تتمتع بسند الجيش وربما يتم اقالتهم ألان بشكل مباشر مثل ماحدث بالأمس القريب مع الطاهر حجر ،وضع الجيش الحركات بين خيارين اما أن تستبعد ألان وتخسر ما كسبت وبين أن تستبعد لاحقاً و اختارت الحرب ،ولكن تظل فرضية أن انضمامهم صوري فقط وخطوة تكتيكيه لهدف استراتيجي قادم وهو الوضع السياسي فحتى اذا فقدوا قوتهم العسكرية سيتمتعوا بدور حصان طروادة .

*دور الحرية والتغيير في هذا المشهد*
أولاً من ادخل الحصان الى الحصن هم الطرواديون الذي ظنوا أن الفتات جائزة وهدية ،ومن خسر المعركة وهو القوي بتصرف غبي هم الطرواديون ،فالحصان لم يكن ألا أداة اختراق ، ولكني أجد العذر لهم لأنها كانت سابقة وربما تعلموا من اخطاءهم وفككوا الحصان التالي ، فهل تعلمت الحرية والتغيير من أخطاءها وجعلت الوحدة أولوية؟ أنا لا أتحدث عن أخر كتلة تم الانقلاب عليها أنا اتحدث عن الحرية والتغيير يوم توقيع ميثاق الحرية والتغيير انا أوجه حديثي للغاضبين والمنسلخين والمفارقين والجذريين والهابطين ،الوحدة هي ترسكم الوحيد امام ابعادكم واعتقالكم واللعب بمصير هذه البلاد ، ولاتظنوا أن ما بعد الحرب يختلف عن ما قبل انقلاب 25 أكتوبر ،ما تركتموه خلفكم ينتظركم باشكال أخرى امامكم.

*نصيحتي*
،اجتمعوا كمدنيين واختلفوا كمدنيين دون أن تنقلبوا على بعضكم ،وليكن الحد الادنى *مدنية*.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى