شاهيناز القرشي تكتب …. السودان إلى الانفصال السياسي اعتصامات المدن لإنهاء الحرب بعانخي برس
بعانخي برس

السودان إلى الانفصال السياسي
اعتصامات المدن لإنهاء الحرب
شاهيناز القرشي
إذا نظرنا إلى الدائرة المحيطة ببرهان الآن نجدها من الإسلاميين الذين قامت ضدهم الثورة وكذلك افتعلوا من اجل عودتهم الحرب، إذاً سؤال اين الكيزان الآن؟ فالإجابة هي في شرق السودان وحول البرهان، وأشار محمد حمدان دقلو في خطابه إلى أنّ هنالك احتمالية أن يشكل برهان ومن معه من الفلول حكومة يكون مقرها في بورتسودان وقال: إذا تم ذلك، سيشكل هو حكومة بمشاورات واسعة عاصمتها الخرطوم. ويجب أن نعلم أن حديث دقلو يعتمد على معلومات استخباراتية غالباً، كما أن هذه الخطوة كانت متوقعة وقد أشرت إليها في مقال سابق.
نظرة للموقف الداخل
هنالك ملايين السودانيين من سكان العاصمة غادروا منازلهم وأعمالهم هرباً من القتال، طلاب ومرضى، هنالك عالقين في دول الجوار، كل هؤلاء في أمس الحوجة للعودة، إذا توقفت الحرب سيعود هؤلاء ويتعاملون مع حكومة الأمر الواقع التي سيفرضها المسيطر على الأرض وعودتهم تعني إما أن يتوقف الجيش عن القصف الجوي (هذا في حالة تكوين حكومة في شرق السودان وحكومة في الخرطوم) وإما أن يواصل لتزيد الخسائر البشرية أضعاف وأضعاف، وهذا يعتمد على هل سيقتنع الاخوان المسلمين بدولتهم التي سيكوننها شرقاً ويتفرغوا لحكمها ونهبها وإفسادها وقهرها ام سيواصلون في حربهم مع المليشيا ؟ وهل ستقتنع المليشيا بالتخلي عن الميناء؟ ونعلم أنّ للمليشيا تحركات سابقة واسعة للسيطرة عليها وفرض نفسها كلاعب أساسي لصالح جهات بعينها.
أنا اظن إنّ الكيزان لن يواصلوا الحرب إذا عادوا لحكم دولة بشكل علني، فالكيزان يبحثون عن حكم فقط، كما قال أحدهم يوما سنواصل في الحكم حتى وإن لم يبقى من السودان غير الخرطوم فقط *ويا للعبث قد ذهبت الخرطوم*
الموقف الخارجي
دول الإقليم والعالم تتخوف من انفلات السيطرة على الهجرة غير الشرعية، وهنالك مخاوف من انفلات أمن البحر الاحمر والذي يهدد أمن ناقلات النفط والتجارة العالمية، والخوف من تمدد الحرب للحدود مع تلك الدول، لذلك تجد هذه الدول تحاول الوصول إلى حل توافقي بين الطرفين حتى التي دعمت طرف في أول الحرب بسبب حساباتهم الخاطئة الآن تراجعوا، لإتضاح واقع القوتين المتحاربتين.
لمن الشرعية اليوم
عندما نفذ البرهان وحميدتي انقلاب 25 أكتوبر كان انقلاب على الوثيقة الدستورية التي جعلت برهان رئيس مجلس سيادة، لذلك تم تجميد عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي باعتبار أنّ الطريقة التي وصل بها البرهان إلى الحكم هي طريقة غير دستورية، ولكنه يتمتع بموقع قانوني دستوري في الدولة يعتمد على قانون القوات المسلحة باعتباره أعلى رتبة في الجيش،
كما أن موقع حميدتي يعتمد على موقع قانوني دستوري أقره قانون الدعم السريع، والقانونان خرجا من نفس المؤسسة التشريعية (البرلمان) قانون الدعم السريع الذي أقره برلمان الإخوان المسلمين بالإجماع كان يحتوي على مادة تجعل الدعم السريع تابعاً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، قام البرهان بصفته رئيس المجلس العسكري بإصدار مرسوم دستوري ألغى بموجبه هذه المادة وتجدر الإشارة الى أنّ البرهان في ذلك الوقت كان يتمتع بشرعية شعبية ودولية باعتبار انحياز الجيش للثورة الشعبية، إذاً إلغاؤه لتلك المادة يحظى ببعض الشرعية في ظل تعطيل الدستور وذلك قبل الوثيقة الدستورية. انقلاب البرهان عقّد وضعه الدستوري مما يجعل قراراته غير دستورية داخلياً وغير ملزمة للدول الخارجية، لذلك أحجموا عن تصنيف حميدتي كمتمرد، وبعضهم يتواصل مع حميدتي لإيجاد مخرج لهذه الازمة، إذاً لاشرعية مطلقة لأحد الرجلين.
إنّ اخر شرعية في السودان كانت لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك ولقوى الحرية والتغيير باعتبارها ممثل الثورة، إذاً المخرج الوحيد لهذه الازمة هي عودة تلك الحكومة وإذا كان لابد من استبدالها فليتم استبدالها بالطريقة التي نصت عليها الوثيقة الدستورية، فلنعيد لهذا البلد شرعيته، وننهي الفوضى نحن كشعب نحن اصحاب الشرعية الحقيقية إذا لم ننهي عبث هؤلاء (برهان وحميدتي ) لن نجد ما نبكي عليه .
الناظر إلى الواقع يجده لم يتشكل حتى في اسوأ كوابيس الانفصالين من دولة النهر والبحر، من ظنوا أنهم عندما يفصلوا السودان سيفصلون دارفور وحدها ويبدو الآن أن دولتهم أصبحت بحراً بلا نهر ومهددة بالحرب، والواقع الحربي بعد هذه المستجدات سيكون مبهماً تماماً، من سوف يتدخل ليدعم طرف ضد الآخر؟ هل ستستمر الحرب بين حكومتين أم ستتوقف وندخل الى حالة اللا حرب واللا سلم؟
يجب ان تنطلق اعتصامات في كامل السودان لإنهاء الحرب وقطع الطريق أمام دولتي الكيزان والجنجويد وإعادة القانون والشرعية ليحكمنا القانون.
#اوقفوا_الحرب
#السودان_الوطن_الواحد