راي

د/ عبدالرحمن عيسي يكتب ….جلباب الوطن فصله الكيزان على مقاسهم بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

جلباب الوطن فصله الكيزان على مقاسهم

✍🏻 د. عبدالرحمن عيسى

 

كنا صغار يافعين وقتها، بحيث لا تُسعفنا مداركنا إكتشاف السياسات الخبيثة التي انتهجها الاسلاميين لبلوغ كرسي السلطة،، ولكن مازلت أذكر إغاثات حكومة ريقن من لبن مجفف وزرة حمراء اكتشفنا بعد أمد أنها تُنتج خصيصاً لإعلاف الماشية الأمريكية!!
استنكر العديد منا فيما بعد مظاهر انعدام الموارد في ذاك الزمن البئيس الذي شهد إنتاج حكومة الإخوان الكيزانية، وعندما بلغنا مرحلة الوعي الذي اسعفنا من معرفة أن الأمر كان مصطنع وفقاً لسياسات خبيثة،، الغاية الأساسية منها هي استهداف الشعب البسيط في معاشه بغية ضمان خروجه إلى الشوارع،، وقد كان لهم ما أرادوا!!!

 

نعم صعد الكيزان الكرسي،، وكان ظهر الشعب وبطنه هما الدرج الأمثل لبلوغ غاياتهم اللعينة..
شارك الكثيرين منا دون وعي في إيصال أولئك النفر إلى كرسي السلطة عبر التظاهرات التي حرمت النظام الديمقراطي التوازن والتأسيس، بل وأصبحت الديمقراطية في نظر الشعب الغافل،، فشل، تخبط، وعيب كبير..
مهد الشعب الطريق للمُهلكين الذين أتوا على سفينة وهمية محملة بطمع السلطة وجزاف القول!! أطلقوا عليها اسم سفينة الإنقاذ،، فتغنى الشعب الغافل وقتذاك ،، حكومة الإنقاذ حبابة، نحمد الله الليلة جابة…

أوهمت الإنقاذ الكيزانية الشعب بشعارات الزييف وكان أولها،، نأكل من ما نزرع، ونلبس من ما نصنع!!
فهرول الجميع حاملين ادواتهم علهم يحفرون ترعتي كنانة والرهد!!

ومن ثم بزرت الإنقاذ أول بذرة للشقاق في المجتمع بذكاء كبير يشابه مُكر إبليس، حيث سممت أفكار الأمة حول الحرب النضالية المطلبية في جنوب السودان الذي كان!! وجعلتها حرب مقدسة بإمتياز ومن أسهل الطرق لبلوغ الجنة،، فكانت البديل الأمثل لبيت الله الحرام،، وتغنى الجميع بأناشيدهم المضللة،، حيث أصبحت،، زمراً للجنة زمراً،، على لسان كل الذي يرغب في التقرب إلى ربه!!

بل استطاعوا بمكر ودهاء ابليسي التلاعب بعاطفة وحنية المرأة فغنوا لها،، أماه لا تجزعين فالحافظ الله،، وكذلك،، ان اتوك وخبروك بمقتلي، ما مت ولكن في الجنان معاشي.. وهكذا ودعت العديد من الأمهات ابناءهن بالزغاريد في ثنيات الوداع وهن في تمام الرضى، وعلى أمل لقائهم في الفردوس الأعلى،، إلا أن الظنون والامال قد خابت عندما اختلف فريقي الابالسة في الرابع من رمضان، ، فتحول قرابة المليوني شهيد إلى (فطائس) دون إحساس أو حسرة وذهب الجنوب وهو زاخر بجثث آمنت بفكر الكيزان، ولكن؛؛
واهم من ظن أن للثعلب ديناً !!

بالتأكيد استطاع الكيذان طيلة فترة حكمهم من إعادة تفصيل جُلباب الوطن على مقاسهم دون سواهم، حيث ابعدوا الجنوب المهترئ اصلآ،، ومكنوا من استطاعوا تمكينه داخل مؤسسات الدولة بشقيها عسكرية ومدنية،، وولغوا في الحرام حد اذنيهم،، قتلوا كل معارضيهم بدم بارد حتى أصبح القتل سمة تُلازمهم لا تحتاج إلى معارضة بل تخضع للكيف والمظهر الخارجي، فكانت آلاف الجثث البريئة قد تهاوت واحتضنها التراب دون جريرة في دارفور، النيل الأزرق، وجبال النوبة…

الكيزان آلموا الجميع، وفطروا القلوب، شققوا تماسك لحمة الوطن بممارسات التمكين المبنية على التمايز العرقي والمناطقي، عزلوا الوطن عن جيرانه بأساليبهم الوقحة، واستفذاذاتهم التي لم يسلم منها حتى أبناء الوطن انفسهم ،؛ ولنا وللجميع في (لحس الكوع) عبرة وذكرة

 

نعم استطاع الشعب في ديسمبر الاطاحة بالنظام الكيزاني، ولكن بشكل صوري تمثل في علية قياداتهم فقط، لذلك كانت لهم القدرة في التلاعب بثورات الوطن عبر أظافر ازرعهم المغروزة في جسد الشعب، وهاهو الشعب يسقط والوطن يتداعى يوماً بعد يوم، وكلنا يعلم بأن المشهد الكارثي الآني تحركه أيادي الكيذان الظلامية الآثمة، والجميع يبحث عن التغيير الذي يشفي جسد الأمة ويُعافي الوطن المكلوم،، ولكن فاليعلم الجميع بأن صلاح الوطن و إنسانه يستدعي تمزيق جُلباب الوطن المصنوع من تلك الأيادي المذنبة ووفقاً لمقاس اجسادهم الحاقدة، ولابد لنا جميعاً عسكرنا الشريف منهم ، وشعبنا الضعيف المغلوب على أمره من الثورة الحقيقية التي تمكننا من تمزيق ذاك الجلباب، وصناعة جلباب يرتقي لمستوى الوطن ليسع الجميع…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى