منوعات

الطيب عبدالماجد يكتب ….الخرطوم تمشط المثلثة ( بنخرطما ) ……!! بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

الخرطوم تمشط المثلثة

( بنخرطما ) ……!!

وظهرت ( الخرطوم ) بين أكوام الرماد ودخان الحرائق
وبدت منهكة وجريحة وبائسة…!!
مبعثرة الضفائر غائرة العينين غارقة في الوحل
تحاول الوقوف بين ركام الحرب …وأنات الناس …

سرحت ( الجميلة ) في الأمكنة والشعور ….وهي ترى المطار المحترق …أمامها..وقد تحول من الحركة الي السكون

وعلى الرغم من تواضع شكله وشح إمكاناته لكن على عتبات هذا المبنى توجد أعظم الذكريات وأنبل الدقائق …!!

تاريخ طويل ولحظات باقية …!!😍

فقد شهدت باحاته وداع أعزاء خرجوا ولم يعودوا
واستقبال حبايب بجو ياخدو ليهم ( جمة ) و ( جغمة ) ( أكسجين ) ويعودوا للغوص من جديد في لجج الاغتراب وأمواج الهجرة …!!

( ونسكن لندن عمارات فوق ) ….!!

شهدت هذه الساحة همسات أخيرة بين محارب إختار الغربه لتأمين عيش أسرته الصغيرة والكبيرة
فترك بنته وولده الصغيرين ووقف مع أمهما يلقنها ( الوصية ) على عتبات صالة المغادرة وغاب بعدها في غياهب الجب …

فلاحقته بعيونها ….ولوحت ✋

أوعى ليل الغربة ينسيك ريحة الطين في جروفنا
والتميرات البيهفن ديمة راكزات في حروفنا
والدعاش والغيم رزازو
في العصير بالفرح بلل كتوفنا 🥰

ولم يعرف حديثه وهمسه سوى هذا المكان المحترق وزوجته المبعثرة …!!

( إنه الحب ) …!!💔

لتسجل دفاتر الحضور …غياب أحدهم …!

( واحنا التقينا على أمل….فعلاما هجران الصدود ) 😥

وهنا في هذا المكان عاد سودانيون أخذتهم ( المنية ) خارج أسوار الوطن فحلقت الروح وعاد الجسد يوارى في ترابه الطاهر ….وسط الدعوات والدموع ..!!

وقد مر ( القدال ) من هنا ….وكانت الخرطوم حاضرة في استقبال روحه الغائبة …وكأنها تراه الآن في ذات المكان يسأل ..

وسألتك بِالَّذي ركز الأرض معبد
وسوى الناس عليها مقام
سألتك بى حجى الأمات ودعواتنا
سألتك بى قميراتن

شليل وين راح ..!!؟؟؟

( هسا دا نقول ليهو شنو ) …!!؟😥

بكت الجميلة ….وهى تنوح ….فمازال في المكان بعض كلام
وكثير شجن ….

لا الصباح زاور دروبنا
لا قليبنا لقالو مرفا💔

لملمت الخرطوم ( المشلهتة ) أطرافها ( الواجفة ) وجراحها ( الغائرة ) في محاولة مستميته لمعرفة ما حدث معها ولازالت أصوات الرصاص وهدير الدانات تحوم فوق رأسه المكلوم …لكنها الام تتفقد أبنائها….!!

تقدمت نحو العمق
وجدت لافتات لصحف كانت رائحتها الحبر والورق والخبر
وقلبها الناس …!!
بقيت اللافتات وتشتت ( صحافيوها )
في الأصقاع …وفي جيبهم قلم ومداد ….

عبرت ( الكبري ) بصعوبة وسط الارتكازات والدخان …!!

قالو ليها إنتي منو ..!؟؟
قالت ليهم

أنا السودان جمال إشراق وعيدية..
أنا السودان بضي شمسو النهارية
أناالنيل الصحي بيوافي ويغني مع المراكبية
أنا عيون المها الضوت تحاكي الطلعة والجية

وصلت الى مشارف ( أم درمان ) ( الجسورة ) التي بدت على غير عادتها صامتة وجله ….

( عاينت ) يمين وجدت مبني البرلمان الفسيح مساحة والضيق رؤية …
وتحسرت في نفسها وهي تحدث دواخلها ….
معاتبه أبنائها في كونهم كانوا جزءاً من هذا المبني الصامت
وقد فشلوا في تكوين دولة …وأخفقوا في بناء بلد
واكتفوا بالكلام ….!!

( ودا ما سلامك …!!
ولا الكلام الكان زمان ..هسع كلامك ..)

ولا ..يعني …!!😥

وكل تخندق في زاويته …..وتركوه الوطن ….

وعلى اليسار السلاح الطبي …ورائحة الجيش
والبنات زمان غنن
( الجيش سلاح وأنا مالي ..الخدار مرق لوداري ) 🎼
وعداً وإعجاب …!!
والجيش مؤسسة وكيان وليس فرد وإنسان
وبلادي يا سنا الفجر ….

وواصلت الخرطوم المسير فلمحت ( مسجد النيلين ) واسترقت السمع
ووقفت عند بابه تسأل
هل من أحد يصلي بالداخل ….!!؟
لم يجبها أحد…!!
فصلت ركعتين في محرابه ودعت جهراً لمن يسمع السر

الله في …!!

عبرت سريعا …
التفتت يساراً فكان المسرح القومي ….( صامداً وصادمًا )
وهو الذي شهدت ردهاته أحداث وأحداث ..!!

اعتلى خشبته ( الفاضل سعيد ) وغنت فيه ( عقد الجلاد )

وقف فيه ( محمد الامين ) …وعطره ( أبو عركي البخيت ) ….!!

( وأريت تعرف حنيني اليك وياريتك كمان
تعرف ….
لحدت وين بعزك وفي أعماقي
حسيتك ….!! 🎼😍

مضت ( الجميلة ) في طريقها المحفوف بالشجن والموت ….
فظهرت مباني الإذاعة والتلفزيون على يسارها ….
وهنا جثت على ركبتيها …وبكت ….!!

( والصمت في حرم المكان كلام ) ….!!

فذاكرة هذه الأمة كلها هنا في هذا المكان …
وتاريخها في الداخل 🙌

بدت وكأنها تستمع ل ( عوض بابكر ) وهو يحكي لها عن الحقيبة وتاريخها …!!
والبروف ( عبد الله الطيب ) يشرح السِير والأخبار…
( وود البصير ) يحاكي الرفاق …!!
( صلاح الفاضل ) و ( معتصم فضل ) يتبادلان المراكز
و ( الباصات ) في برامج خالدة ومسلسلات في الذاكره …!!

وفي حكاياتنا ( عمر الجزلي ) و ( حمدي بدر الدين )
( علم الدين حامد ) و( ذو النون بشرى )

( محمد سليمان ) …!! …………و( ليلى المغربي ) 🥰

هذا على سبيل ( الجمال ) …لكنه جزء من تاريخ طويل خطه ( مبدعون ) كثر ..استنطقوا هذه المباني الصامته وقدموا للسودانيين ثقافة وفرح …!! توثيقاً ومحبة …!! ألحانًا وكنوز …عطراً ووطن ….!!

لم تستطع الخرطوم (المثخنة ) بالجراح سوى النظر الى النيل …علها تغتسل من هذي الهموم وتلكم الأوجاع ….

واجري يا نيل الحياة ….!!

تحركت بأسي عابرة الى بحري ( الحليوة ) …

( وجدت بحري ….ولم تجد الهوى ) …!!

ليست بحري التي تعرفها …!!
تلكم ( الحنينه ) التي تضج بالحركة وتغرق بالحياة ….
وما ان قطعت الكبري حتى طغت نفحاتها على رائحة النار
فالمدينة عصية على الموت …!!

غابت حركة الناس وبقي الإحساس ….
وآسرني يا مياس … !! إنسان جميل زيك …!!

ويا بحري وين ( الجان ) ..؟؟

طبطبت الخرطوم على شقيقتها …وطمنتا
وفي بحري كروانها محمد ميرغني …ود ابنعوف

( وبشكي ليكم يا مظاليم الهوى أصلي مجروح مرتين) 😥

وعلى تخومها يرقد ( كابلي ) وما ادراك ما ( عبد الكريم ) ( مشى ) المترف ..وبقيت أغنياته ….!!

ومضت الخرطوم الى مستقرها وهي تدندن

شيلوهو .. وزيدوهو وطن الجمال..
علوهو …وخلوهو …في عين المحال
أبنوهو و مدوهو بالمال و العيال
زيديوه.. و أبنوه.. بعزم الرجال

ولازالت الوصية عالقة بين كبري ( الحلفايا ) وتقاطع ( الستين )
وتائهة بين الأزقة والبيوت ….!!
ولو إلى حين …!!

صحى يا بلد ..؟؟

ولا يعني ….!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى