✍️ منى حمزة تكتب…من سلسلة ايجابيات وسلبيات الحرب[4] ــ قرب تعال ماتبتعد ــ بعانخي برس
بعانخي برس

عندما اندلعت الحرب في 15/ابريل/2023 في عاصمة الدولة ورمز السيادة الخرطوم..خرج الكل دون هدى الى الولايات المجاورة او الى ولايات الجزور بحثا عن الامن
والامان والاطمئنان تاركين خلفهم كل شي الا ارواحهم!!!!
وفي هذه الرحلة هناك من ابتعد كثيرا في اقصى ولايات الشمال (حلفا)او ولايات الغرب (الاُبيض )او ولايات الشرق (القضارف وكسلا وبورسودان)ومنهم من اختار سنار وكوستي
ودخل الى دولة جنوب السودان.. ومنهم من إختار ولايات الوسط خاصة ولاية الجزيرة املاً في خط الرجعة للخرطوم عندما تنتهي الحرب.. ومنهم من طغى الخوف على تفكيره وخرج باسرته الى دول الجوار بحثا عن الامان.
الكل خرج ونزح ولجاء وابتعد واستمر هذا الحال ونحن ندخل في السنة التانية للحرب نبحث عن طريق الامان ويتملكنا الهلع والخوف من المجهول…سواء في رمال الصحراء الي( مصر المؤمنة)او في خيام اللاجئين في حدود دول الجوار واي جوار لجيران كانوا بالامس يتقاسمون معنا الوطن و(الصحن)!!!
ولكن صدق المثل السوداني البقول(الفقر لي عوزة)نعم كل فقير لايملك المال ولا يستطيع الترحال من مكان الى مكان بل فشل حتى في ان يكون ضيف على القرى القريبة من منطقته بعد ان امتد لهيب شرارة الحرب الى كثير من المدن،،،،،
رجع ذلك الفقير الى بيته تحت الرصاص وقصف الطيران
وترك الامر للحي المنان ومع الايام تعايش مع ذلك الامر بل
مع الايام تحركت الحرب منه الى مكان اخر ولم يبقى منها في منطقته الا بقايا جمر تحت الرماد وعاش وترك تدبير الامر لي
رب العباد!!! عاش في داره بين حيطان تعرف جوعه وعوزه
وتستر حوجته…عاش في داره عزيز بالفقر وحتى الجوع وذاك
احسن حال من لقمة بذلة.. وقريبا باذن الله ستنتهي العلة
فدوام الحال محال.وعلى مر التاريخ الحروب تقوم وتنتهي
والبلاء يطول والسيئات تتمحي.والحزن يكبر ومع الزمن يختفي.
رجع من لايملك ثمن السفر الى غياهب المجهول الى منطقة الصراع و الحرب …رجع الى الديار وهو يعاني من ضيق الحال ولكنه افضل حال من ذلك الذي ابتعد وابتعد ومازال في البعد
بين الحِل والترحال…مابين معاناة وارهاق للكبار والصغار ولا
اظن ان ذلك الوضع احسن حال…لانه في كل الاماكن غريب
عن الديار..غريب عن الشوارع التى حفظت خطواته والهواء الذي يتنفس نسماته…غريب عن السحنات وعن الملامح التى يعرفها وعن اشخاص وجوده بينهم امان..
ولو كان بالامكان ياليته كان قريب للوطن وللديار وللسكن
فربما كلما بعِد …تعثر طريق العودة واصبحت الشُقة بينه وبين
الارض التي يحب محال او صعب المنال..
بل اصبحت العودة للديار تجارة سوق النقل وباثمان باهضة
وربما تقع فريسة عديمي الضمير وتجار الازمات وتدفع وما تجد بص وتكون من من نصب عليهم..
او ربما تجد ان تكلفة العودة مستحيلة بعد ان خسرت كل ماتملك في الخروج والعيشة في مصر او الامارات او الدول
الافريقية وتصبح لاجي يبحث عن طريقة تعيده للديار عشان
دياره فيها سترته وفيها الامان من الجوع ومن التعري للاخرين.
وهناء اتذكر نداء المحب لمن احب في رائعة العملاق محمد الامين،،،،،
قرب تعال ماتبتعد…
قدر مكتوب وكان لازم…..(نهرب..ننزح..نسافر..نهاجر …الخ)
من سلسلة ايجابيات وسلبيات الحرب#[4]