راي

ياسر عرمان يكتب .. كيف يحارب نافع علي نافع الإمبريالية وهي التي دفعت ثمن تذكرته من حسابها؟ ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

ياسر عرمان
في الندوة الاسفيرية حول الوضع السياسي الراهن التي شارك فيها الدكتور نافع علي نافع والذي عُرف بانه (القيادي بالمؤتمر الوطني) مقرونا بشعار (حزب قائد لوطن رائد)!

تناول نافع علي نافع اجتماعات ماليزيا التي ضمت اجنحة الحركة الإسلامية كما تناول الاستعمار الجديد وكيفية الوصول لمشروعهم الذي أطلق عليه (مشروع الاستقرار) بدلاً عن الحضاري، تحدث عن الإمبريالية وشكر اخوته على الحوار الذي جرى في ماليزيا، كل ذلك يبدو جيداً ولكنه لم يتطرق ويخبرنا من  الذي رتب ورشة العمل بماليزيا ومن الذي دفع حسابها وهل كانت لمناقشة قضايا الامبريالية والنظام العالمي الجديد؟ ولم يذكر مطلقاً ما هو الهدف من اجتماع ماليزيا؟ كما تحدث في الندوة كمقاتل عنيد ضد الإمبريالية، ولم ينسى بان يبشر الناس بان حركته الاسلامية قد بسطت سلطتها وانها لن تحاور خصومها وستقابلهم بالسيف في ساحة الحرب، وانهم جزء من حركة إسلامية عالمية معادية للإمبريالية!
ما لم يقله نافع علي نافع ان ورشة ماليزيا التي اشاد بها وجعل منها مدخلاً لحروبه القادمه قد رتبتها ودفعت حسابها عداً ونقداً منظمة (بروميديشن )وهي المنظمة  التي رتع في مضاربها اخوة نافع مقرها في قلب اوربا وما صرفته من مبالغ على الوفود وعلى الإسلاميين وعلى التذاكر والفندق والأكل والفواتير الاخرى ممول تمويلاً غربياً من ثدي الامبريالية، لماذا لم يذكر نافع علي نافع ذلك؟ من غشنا ليس منا.
ورشة ماليزيا عرضت منظمة (بروميديشين) عقدها في عدة دول طوال الستة اشهر الماضية، ورفضت عقدها كل تلك الدول واذا عرفت الدول ستزداد الحيرة والتعجب، فقد رفضت مصر وتركيا وقطر استضافتها وقبلت بها ماليزيا، ورائحة الحركة الاسلامية السودانية جعلت هذه البلدان تبتعد عنها رغم انها تستضيف قيادات مؤثرة من الاسلاميين انفسهم لكن دون اعلان ودون ان تسمح للمؤتمر الوطني برفع راية علنية داخل بلدانها، وجميع هذه البلدان تدرك غضب الشعب السوداني من جرائم المؤتمر الوطني، بل ان المؤتمر الوطني وبعض المشاركين في ماليزيا  متهمين في محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
لنعد لورشة بروميديشين، نافع لم يقل لنا وخطابه مبذول في وسائل التواصل الإجتماعي وقد أشبعنا حديثاً عن اتجاه العالم لنظام جديد وعن الاستعمار وعن نهب الموارد والسيطرة على الفضائات الجيوبوليتيكية وتنصيب الحكومات الوكيلة ولم ينسى ان يربط ذلك بساحة الاعتصام المغدورة وحكومة دكتور عبدالله حمدوك، واكد على اهمية الحل العسكري وعدم عودة العملاء من المدنيين متكئاً على ظهر القوات المسلحة، ولم يتطرق بتاتاًً بان الورشة أقيمت لتوحيد الحركة الإسلامية ومناقشة كيفية ادخالها في العملية السياسية والحوار مع الاخرين من القوى السياسية، وقد أخفى نافع علي نافع كل ذلك واستأسد على القوى الديمقراطية التي أقيمت الورشة لحوارها ودمج الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في حوار مع الآخرين، ان ما قاله نافع من رسائل لإتباعه من الإسلاميين ومن المؤتمر الوطني يشكل محور وبرنامج الإسلاميين وهدفهم من إشعال الحرب والعودة إلى الحكم مرة أخرى وهم مثل ما كانوا بالأمس يعتقدون ان لهم القدرة في خداع الآخرين بما في ذلك الإمبريالية، وكان يظنون ان الشعب إذا اراد إسقاط الإنقاذ لابد ان يلحس كوعه دلالةً على الاستحالة ولكن الشعب اسقط الإنقاذ وأجبرها على لحس كوعها وادخل قادتها السجن وقدمهم لمحاكمات علنية، والشعب يفعل ما يريد.
يظل السؤال قائماً، كيف يحارب نافع علي نافع الامبريالية وهو راتع في مضاربها وراكب سرجها ويحي اخوته الذين صعدوا الطائرة بتذكرة الامبريالية وأقاموا في فنادق مدفوعة من جيبها، بل ان ندوة نافع نفسها تبث في وسائل اتصال من صنع الإمبريالية، انهم يحاولون إلحاق نافع بالعملية السياسية ونافع يبحث عن مدخل لإغراق العملية السياسية وقفل كل الطرق التي تؤدي لعودة النظام المدني الديمقراطي، والمؤتمر الوطني يخشى المحاسبة وبامكانه الأنحاء للمجتمع الدولي حتى يستبد داخل السودان.
دلت تجارب الشعوب ان من يستبد بشعبه ويقيم نظاما فاسدا ليس بإمكانه الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها ومواردها فالذي يملك السيادة ويحميها هو الشعب الحر الذي يملك زمام أمره.
أخيراً المؤتمر الوطني وإسلامييه موحدين او متعددي الرايات لن يحققوا ما فشلوا فيه بالأمس وهم يدركون جيداً ان ديسمبر لم تمت وما ان يعود الناس لبيوتهم التي اخرجوا منها بغير وجه حق سيعود جمر وألق الشباب والنساء وجسارة الشيوخ، ستعود الثورة، والعدل كان في كل آن هو القضية والرهان.
#نعم_لثورة_ديسمبر
#لا_لحرب_أبريل
٦ سبتمبر ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى