
و في ذات الإطار
مصطفي هاتريك
أسفل سافلين
قلت ممازحا إبنتي و نحن نهبط السلالم من عميق إلى أعمق في محطة مترو العتبة ناشدين الخط الثالث الجديد :
( نحن الآن في أسفل سافلين)
ضحكت هي و ضحكت أنا ضحكةً يشوبها بعض الألم
ترى ما الذي ينقص بلادنا و يعيق تطورها مثل ما تطورت البلاد حولنا، أشح الموارد؟؟ لا أعتقد أن بلاداً ماطر سماؤها و خصبة أراضيها وجاريٌ عذب مائها نيلين و أنهارا يمكن أن توصف بشح الموارد
بل هي فوق ذلك غنية بمعادن الأرض متعددة العطاء.
تخيلت أن حكومتنا بصدد تنفيذ مشروع مترو أنفاق بالخرطوم و رسمت سيناريو ردود الأفعال المجتمعية.
أعلنت جماعة حماية قبور الموتى ( حقم ) في بيان شديد اللهجة مستفتح بالآية الكريمة (حتى زرتم المقابر) أبدت فيه إعتراضها على المشروع حيث أنّ عمليات الحفر قد يترتب عليها نبش عدد من المقابر و في ذلك تعد سافر على حرمة الموتى مهددة في ذات البيان باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع قيام هذا المشروع العبثي ثم في الختام تؤكد بيانها بالآية ( كلا سوف تعلمون).
و في ذات الإطار أعلن تنظيم أبناء منطقة حليلو الغربية ( أحا) أنّ المشروع يمر بأراضي المنطقة و في ذلك إعتداء سافر على أراضيهم التي توارثوها عن الأجداد منذ أولهم ( حليلو الكبير) و جاء في البيان الغاضب الذي أصدره تنظيم ( أحا) أن هذا المشروع العبثي لن يقوم حتى يفنى آخرهم.
لماذا الخرطوم… هكذا ابتدر السياسي المخضرم حديثه الذي أكد فيه أن تمركز الخدمات في الخرطوم إستمرار لظلم الهامش و لن يقوم المشروع إلا بقيام مشروع موازي على طول ترعة ( ود الكريش).
داخل الإطار :
كل بداية لها نهاية و كل أول له آخر… عاجلا أم آجلا ستنتهي هذه الحرب اللعينة… فهل سنعود بذات العقلية و نفس التفكير؟؟ أم أن الحرب و تداعياتها ستغير هذا البردايم الجمعي.