
من يتساءلون عن وجود حي بودمدني باسم حي المطار ويقولون كيف يكون هنالك حي باسم حي المطار ولا يوجد مطار ولكن للحقيقة والتاريخ كانت بمدينة ودمدني مطار وله تاريخ منذ عهد المستعمر ويقع المطار في حي المطار في مقر إدارة الدفاع المدني حالياً والذي تحول الآن لإدارة الدفاع المدني أما مدرج المطار ابتلعته الخطة الإسكانية وتم تشييد منازل عليه ولكن ما زالت هنالك صالة استقبال بالمطار موجودة داخل إدارة الدفاع المدني وكان يتم فيها استقبال الضيوف والقادمين والمسافرين عبر مطار ودمدني وتم إنشاؤه في عهد المستعمر ليقدم خدمة لزوار مشروع الجزيرة آنذاك
حيث استقبل مطار ودمدني العديد من الشخصيات العالمية في ذلك الوقت وعلى سبيل المثال لا الحصر استقبل مطار ودمدني ملكة بريطانيا (اليزابيث) عام 1965م لزيارتها لمشروع الجزيرة كما استقبل ملك الحبشة هيلاسلاسي كما ظل المطار يستقبل زيارات رئيس البلاد في ذلك الوقت اسماعيل الأزهري والذي وصل عبر المطار عدة رحلات كما كانت هنالك رحلات للخطوط الجوية السودانية في ذلك الوقت كما كانت تصل به الصحف اليومية قبل اكتمال شارع مدني الخرطوم حيث توقف المطار في نهاية الستينيات.
موضوع إنشاء مطار ودمدني الذي ظل يستخدمه عدد من الولاة السابقين للاستهلاك السياسي لمشاريع التنمية بالولاية ولكن بداية إنشاء المشروع كانت بطلب من هيئة الطيران المدني ضرورة تخصيص أرض لإنشاء مطار ودمدني ضمن متطلبات منظمة الطيران المدني ضرورة أن يكون هنالك مطار احتياطي لمطار الخرطوم لاستقبال الرحلات في حالة الطواري الطبيعية وحالة إغلاق مطار الخرطوم وتم إجراء دراسات لقيام المطار منها أن يكون هنالك عدد من الفنادق لاستقبال الضيوف كما تم تخصيص قطعة أرض منطقة ود المهيدي وقامت هيئة الطيران المدني بإجراء دراسات فنية كما قامت هيئة الطيران المدني بفتح مكتب جوار فندق أمبريال وكان لديه عربة بوكس دبل قبينة تحمل هيئة الطيران المدني
مطار ودمدني ونسبة للظروف المالية التي مرت بها البلاد بعد خروج البترول تم تأجيل قيام مطار ودمدني للظروف الاقتصادية وبعد تولي الفريق المرحوم/ عبد الرحمن سر الختم قيادة الولاية بذل مجهود كبير لتنفيذ المشروع ولكن لم يوفق نسبة للتمويل وقام بإنشاء مهبط الطيران جوار وزارة التخطيط العمراني وبعد تولي البروف الزبير بشير طه قيادة الولاية استخدم ورقة المشروع لقيام مشروع مطار ودمدني كمطار للصادر وبعد تولي الدكتور محمد يوسف قيادة الولاية درج مشروع المطار ضمن برنامج نهضة الجزيرة.
حيث أعلن وزير البنية التحتية بولاية الجزيرة عن اكتمال إجراءات طرح عطاء مطار ودمدني للصادر في منطقة ود المهيدي الأمر الذي يؤكد بأن الحكومة الحالية هي حكومة مؤقتة سارت بنفس سياسات الحكومة السابقة رغم أن مشروع مطار ودمدني أصلاً مشروع اتحادي فهو تابع لهيئة الطيران المدني كمطار احتياطي لمطار الخرطوم وسوف تتم إدارته وفق قوانين ولوائح هيئة الطيران المدني ومن الأفضل على الحكومة الحالية عدم الدخول في أي التزامات في مشروع المطار نسبة لعدم وجود مجلس تشريعي إجازة الاتفاق بنظام البوت كمطار للصادر.
وأن ظروف الحرب الحالية أوجدت فرصة كبيرة لتنفيذ مطار ودمدني كمطار احتياطي للخرطوم خاصة بعد ظروف الحرب واغلاق مطار الخرطوم لفترات طويلة وأن مدينة ودمدني مؤهلة بأن يكون المطار الثاني للبلاد باعتبار أنها وسطية لكل ولايات السودان وتم وجود متطلبات هيئة الطيران المدني لإنشاء مطار ثاني احتياطي لمطار الخرطوم الأمر الذي يتطلب أن تدفع الحكومة الحالية لقيام المطار حسب سياسة الطيران المدني على أن يكون مطار اتحادي بدل الدخول في أي التزامات خصماً على ميزانية الولاية وأن البلاد في أشد الحوجة لقيام مطار ثاني بودمدني.
صالة مطار ودمدني التي استقبلت العديد من الشخصيات العالمية وعلى رأسها ملكة بريطانيا اليزابيثت عام 1965م والتي تعتبر شخصية عالمية مما يتطلب أن تكون تلك الصالة تحت إدارة هيئة التراث وتحريزها ونقل إدارة الدفاع المدني لمكان آخر حتى تكون قبلة للزوار الذين يودون زيارة تلك الصالة التي استقبلت ملكة بريطانيا عام 1965م وللأسف الشديد ذهبنا لتصوير صالة مطار ودمدني السابق من أجل تمليك الحقائق للقاري الكريم وأن تلك الصالة جزء من المطار ولكن إدارة الدفاع المدني رفضت التصوير بحجة (إجراءات أمنية) ولا ندري أي إجراءات أمنية لتصوير مبنى من الخارج ورغم أن إدارة الدفاع المدني ليس منطقة عسكرية يمنع التصوير منها ولا يوجد غير عربات الإطفاء ومكاتب وكان بإمكاننا أن نقوم بتصويره من الخارج ولكن التزامنا بقوانين وميثاق الشرف الصحفي لم نقم بتصويرها من الخارج رغم رفض إدارة الدفاع المدني ولكن من الضرورة أن تكون تلك الصالة جزء من التراث السوداني وأن قيام مطار ودمدني الجديد هو أمر ضروري لسياسة الحكومة بعد الانتهاء من الحرب ضمن سياسة الإعمار حتى يكون هنالك مطار احتياطي لمطار الخرطوم في حالة إغلاق بالظروف الطبيعية والأمنية تتحول الرحلات إلى ودمدني وهذا ممكن إذا تضافرت الجهود وخلصت النوايا وقويت العزائم واللـه يهدي السبيل وهو المستعان.