راي

ندي عثمان عمرالشريف تكتب .. دور الرموز الدينية ذات النفوذ الاجتماعي في تماسك المجتمع السيد محمد عثمان الميرغني نموذج ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

في وطن كالسودان، تشكّلت هويته من تداخل الدين والثقافة والتقاليد، ظل للرموز الدينية ذات النفوذ الاجتماعي دور محوري في حفظ النسيج الوطني، وبناء الجسور بين القبائل والمجتمعات، وحل النزاعات، وتهدئة النفوس في أوقات الفتن والأزمات. ولم يكن هذا الدور طارئًا أو مؤقتًا، بل ممتدًا في وجدان الشعب، ومتجذرًا في تاريخه.
ومن بين أبرز هذه الرموز، يأتي السيد محمد عثمان الميرغني، زعيم الطريقة الختمية، ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، الذي يجمع بين الرمزية الدينية والسياسية، ويُعدّ أحد أعمدة التوازن والاعتدال في الحياة العامة.
لقد تميز السيد الميرغني، بخطابه الذي لا يُفرّق بين الناس، ولا يُقصي، بل يجمع ويحتوي. ظل طوال مسيرته حريصًا على وحدة الصف الوطني، مدافعًا عن السلام، ورافضًا للغة الحرب والتشظي. وقد تجلّى هذا الدور في مراحل متعددة من تاريخ السودان، من دعم اتفاقيات السلام، إلى نداءات لم الشمل، وإدارة الخلافات بحكمة الكبار لا بعناد الساسة
أول ما تميز به السيد الميرغني هو حضوره الروحي الطاغي، الذي لم يكن فقط في طقوس الطريقة الختمية، بل في سلوكه الوطني، حيث ظل بيته ومجلسه مفتوحًا للجميع. وعبر خطابه المتزن، رفض العنف والتطرف، ودعا إلى الوسطية. كما أن نفوذه الاجتماعي مكّنه من التدخل في كثير من النزاعات القبلية والاجتماعية، حيث كان صوته مقبولًا لدى جميع الأطراف.
وعندما يضعف صوت الدولة… يعلو صوت الحكمة
وفي اللحظات التي تهتز فيها مؤسسات الدولة، وتفقد الأحزاب السياسية بوصلتها، كان صوت السيد الميرغني يُشكّل ملاذًا للمواطن البسيط. فقد مثّل شخصية جامعة، يتجاوز أثرها الحدود التنظيمية للطريقة أو الحزب، لتصل إلى عامة الناس.
ودا ئما نوكد ان الزعامة الروحية لا تعني الانكفاء، بل يمكن أن تكون قوة فاعلة في العمل الوطني.
-وأن الحكمة والهدوء قد يغيّرا مجرى الأحداث أكثر من الشعارات الثورية الجوفاء.
– أن الرموز ذات القبول المجتمعي قادرة على التهدئة حين يعجز غيرها عن الفعل لأنها دائماتتجلي فيها الحكمه الرشيده
وهم اقرب الناس الي المجتمعات لذلك نجد أن خطاباتهم تلامس وجدان غالبيه الناس
وفي وطن تتقاذفه رياح الانقسام، نحتاج اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى استلهام تجربة القادة الذين جمعوا بين الدين والوطن، بين الروح والعقل، وفي مقدمتهم السيد محمد عثمان الميرغني. فدوره لم يكن مجرد حضور رمزي، بل كان حائط صدّ ضد التفتت، وصوتًا للحكمة في زمن الصخب.
وبينما يمر الوطن بمخاضه الراهن، يظل أمثال السيد محمد عثمان الميرغني مرآة لما يمكن أن يكون عليه السودان إذا تصالح مع ذاته، وتمسك بجذوره، دون أن يتوقف عن التطلع للمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى