
أتت الحرب وألمت بالمجتمع السوداني مآسي الجبال لا تتحملها فكرت مليا أننا كما وصفت الآية في قوله تعال: يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل إمرء يومئذ شأن يغنيه )
وتأثرت جدا أننا سنفقد إرثنا وهويتنا الأجتماعية الرائعة ..وتساءلت هل سنتفرق؟!..ولكن تراجعت لعدة أسباب أن لا يتملكني اليأس لطالما ناديت بموروثنا الجميل ونسيجنا الاجتماعي الرائع في كل كتاباتي عبر الصحف ووجدت أنها سحابة صيف وستعدي والإرث باق متأصل فينا ربما لوقت قصير لأن هول الحرب غير متوقع لشعبنا الذي كان آمنا رغم المحن التي مرت عبر أزمان نتيجة الحكومات الظالمة وتراجعت أننا سنرجع ونعود والمواقف هي سيدة الوضع الراهن …سافرت عبر طريق الموت والأهوال التي روعت القلوب وهزت النفوس وقبح الصحاري وبؤسها والعطش وكل التفاصيل المؤلمة التي مرت علي كل من سلك تلك الطرق الوعرة ومنا من لقي حتفه وتأزم نفسيا بسبب الرحلة المؤلمة وكل ذلك هروبا لوجود حياة كريمة وافضل وهروبا لبر الأمان أو لمستقبل صغار وشباب لمواصلة الدراسة ليجنوا ثمر جهدهم أو بحثا للعلاج ..ومنا من فقد فلذات كبده ورأينا جثامين بدروب الصحراء وسيارات محروقة كلها تبعث الخوف وكل ذلك زادنا الايمان بأن الله هو من يأخذ بنا للأقدار وهو م كتب لنا ومؤمنين به ..وأرجع للنسيج الاجتماعي الذي تربينا عليه عندما وصلنا رجع الأمان بوجود اللي حولنا ولهفتهم علينا من أهل وأحباب واصدقاء وكيف تبكي بحرقة لفقد عزيز ونري كل ذكرياتنا تمر بوضوح ..
ما دعاني لأن أكتب أننا نحن السودانيين لن نتخلي عن علاقتنا ابدا وجدت ولن يغير الزمان وجوره ما ترعرعنا عليه وجدته عندما يسأل الجميع مهاتفا من كل ربوع الدنيا وخاصة مصر التي ربطت أبناء ست المدائن رابطة أبناء مصر متمثلة في نفر عزيز كريم قابلنا بالكرم والاحضان التي كنا نبحث عنها هي الروابط التي نشأنا عليها هي ديدننا أحسست حينها أننا معافيين و بخير لذلك أنادي أن نلتحم ولا نتفرق أن نشعر ببعضنا لأن هذا هو علمنا الحقيقي الذي يميزنا دون الشعوب وكرمنا وحفاوتنا ومواساتنا لبعضنا ادعوكم بني جلدتي من الوطن الجريح داووا جراحكم بالالتفاف ببعضكم وبمواساة بعضكم لأنه الدواء لكل نفس عليلة فنحن نستحق كل الخير لأن الخير والعطاء عنوانا لكل سوداني ولا تتنكروا لبعضكم كونوا سندا للغير وللملهوف ..
تلويحة:
شكرا للطبيب الذي لبي لنا النداء
شكرا للزميل الذي تفقدنا بشوق
شكرا الصديق الذي يسأل باستمرار
شكرا لصلة القرابة التي آوتنا دون ضجر وبكل حب وأنا اعرف تماما كثير مر بهذا لذلك اشكروا وأذكروا المعروف ليرد لكم بكل حب
###
نعم للسلام