راي

محمدالأمين أبوزيد يكتب ..*مستوى انتهاكات حقوق الانسان فى ظل الحرب* *تعليق على زيارة رمضان بن نويصر لبورتسودان* _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

*محمد الأمين ابوزيد*

وصف رمضان نويصر الخبير الاممى مستوى انتهاكات حقوق الإنسان في السودان فى ظل الحرب بالمرعب.خلص الخبير الاممى الى نتائج مرعبة من خلال زيارته الى السودان ولقائه بالمسؤلين الحكوميين وبالنازحين فى مدينة بورتسودان وسماعه لقصص رواها النازحون تدمى القلوب.

جدير بالذكر ان الخبير الاممى المعين من قبل مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان اواخر عام 2022لتوثيق انتهاكات حقوق الانسان فى السودان عقب انقلاب اكتوبر2021 قد مددت ولايته لتشمل توثيق انتهاكات حقوق الإنسان بعد نشوب الحرب فى السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع فى أبريل 2023.

لقد شهدت الحرب الدائرة الان والتى تجاوزت الخمسة عشر شهراً انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان وتجاوزات فظة للقانون الدولى الانسانى ومواثيق حقوق الإنسان الدولية والاقليمية تمثلت فى انتهكات لكافة الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحق الحياة كحق اصيل للبشر،ولقد رصدت هذه الانتهاكات ووثقت من جهات عديدة ذات صلة بمجريات الحرب داخلية وخارجية.
لقد مارس طرفا الحرب انتهاكات مرعبة حسب وصف الخبير الاممى من خلال بيان صحفى وصف فيه الانتهاكات اللانسانية المتمثلة فى منع دخول المساعدات الإنسانية وممارسات القتل على اساس الهوية والقتل خارج نطاق القانون وانتهاكات حقوق الموتى وقتل الفارين من جحيم الحرب وانتهاكات حقوق الأسرى ونهب الاموال والمقتنيات والممتلكات والاغتصاب ….الخ وتجاوزت الانتهاكات الانسان الى الحيوان بالقتل.

تمادى طرفا الحرب فى الممارسات اللانسانية باستهداف المدنيين بالاسلحة المتفجرة والمدافع والطيران والمقذوفات فى المناطق المأهولة بالسكان،الامر الذى شكل انتهاكا صارخاً لقوانين الحرب الداعية لحماية المدنيين وشكلت التجاوزات جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يجب المحاسبة عليها وعدم تجاهلها وعدم سقوطها بالتقادم.
فى اطار توثيق الخبير الاممى فى تقريره المقدم لمجلس حقوق الانسان دعا الخبير الاممى طرفا الحرب الى ضرورة مراعاة حقوق الإنسان فى ظل الحرب فى جوانب عددها فى عدم استخدام الاسلحة شديدة الخطورة والتفجير فى اوساط المناطق المأهولة بالسكان،

وفى اهمية حماية المدنيين وعدم استخدامهم وقوداً للحرب،وكذلك دعا الى اهمية فتح مسارات آمنة لضمان وصول المساعدات الإنسانية المتعلقة بالغذاء والدواء،وفى جانب آخر دعوة الجهات التى تمد طرفى الحرب بالامتناع عن امداد الطرفين بالسلاح.
لقد امتدت الانتهاكات الى كافة مناحي الحياة بالنسبة للانسان السودانى اقتصاديا باعدام فرص العمل وتوقف كافة المشاريع الانتاجية وارتفاع معدلات العطالة والفاقة،واجتماعيا بانتشارالظواهر السالبة وتفسخ الحياة الاجتماعية،وانتشار خطاب الكراهية وتنامى الخطاب العنصرى،وثقافيا بتعطل وتدمير المؤسسات ومصادرة حق التعليم قسراً للأطفال والشباب وحشدهم فى الاستنفار والاجندات الحربية لطرفى النزاع.

ان استمرار الحرب سيلقى باعباء كبيرة على اوضاع النازحين واللاجئين الذين تجاوزت اعدادهم العشرة ملايين وسيعدم فرص الحياة لشعب السودان بعد ان دمرت الحرب كل مقومات الحياة وستبدد فرص التنمية والتقدم لسنين قادمة وهذا يستوجب على طرفى الحرب التحلى بالارادة الوطنية والامتثال لارادة الشعب بالوقف الفورى للقتال والدخول فى مفاوضات جادة تؤسس لعودة الحياة المدنية الديمقراطية ووقف انهيار الدولة الوشيك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى