راي

م . احمد عبدالحليم خليفة يكتب .. *21 مارس عيد الأم* كل عام وجميعكم بخير ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

*21 مارس عيد الأم*

كل عام وجميعكم بخير
أحزن لمن يقول بحرمة الإحتفال بيوم الأم.. وأعيد هنا، نشر أجمل أعمدتي..
هذا كان أطول وأحب عمود كتبته، ونشر بتاريخ 21 مارس 2011 بصحيفة التيار.

ست الحبايب.. يا نفيسة درويش

(1) 18 سنة زوجة وأم، ثم 33 سنة إضافية بوظيفة أب!!..
مثلها مثل كثيرات غيرها قامت بدور الزوجة الصالحة والأم الرؤوم، ثم يضيف لها القدر وظيفة أصعب وهي القيام بدور الأب كوظيفة إضافية.. كل منا يرى أن أمه هي الأم الأكثر عطاءاً بين نظيراتها، وكلنا محق في هذه الرؤية وذلك لخصوصية العطاء بين الأم و(وليدها).. وسبحان الله الذي يسخر لها قدرات بلا حدود لـ(إعالة) بنيها مهما جار الزمان عليها.. ألف رحمة ونور عليك يا أمي وعلى رفيق دربك الذي أحسن الإختيار..
(2) عبء زوجة السياسي..
بكل التقدير والحب رحبت والدتنا وفتحت البيت (السياسي) للـ(أشقاء) في العهد الوطني.. ضيوفها تنوعوا مابين أباء الوطنية السودانية بودمدني والجزيرة وأم درمان وكل السودان ووصولاً لكل قادم من مصر الشقيقة ضيفاً على المدينة من ساسة مصر وإقتصادييها وفنانيها.. وزير خارجية مصر محمد صلاح الدين وصالح حرب ويوسف وهبي وقادة التعليم المصري بالسودان ومصر.. وكذا الوعاظ المصريين (شهر رمضان بكامله سنوياً)..
(3) من أخذ وأعطى صار المال ماله.. درس في الإقتصاد..
بلكنتها المصرية التي لم تؤثر فيها السنين ولا الإختلاط بالآخرين، كانت كثيراً ما تذكرنا بضرورة سداد ديوننا الشخصية أو المتعلقة بالأعمال بقولها: من خد وإدى صار المال ماله.. بهذه القاعدة الإقتصادية الذهبية صرت (أناكف) أصدقائي وأهلي وأزعم لهم بأنني أغنى رجالات ودمدني.. وبين ضحكهم وسخريتهم أفاجئهم بهذه القاعدة وأقول لهم بأن أغنياء ودمدني لايرفضون لي ديناً أو سلفية مهما كانت كبيرة!!.. وأسألوهم!!..
(4) مرحى لمن سيدفن اليوم.. درس في الدين
كنا نحن ثلاثة من أبنائها نتأهب لصلاة الجمعة ونتحدث عن الرجل الذي سنقوم بالصلاة على جثمانه ومن ثم مواراته التراب بعد الصلاة.. أصغت الوالدة لحديثنا عن الرجل فصاحت: يا بخته ذاك الرجل.. ثم ذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. [حدثنا يحيى بن موسى قال قدمت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب فمروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال عمر وجبت فقلت لعمر وما وجبت قال أقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة قال قلنا واثنان قال واثنان قال ولم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح…].
(5) إمش عدل، يحتار عدوك فيك.. درس في السياسة والحياة..
كانت، رحمة الله عليها، تدعونا للإستقامة ولا تمل أو تكل من (ضرب) الأمثال ذات العلاقة، فهاهى تعيد علينا المثل أعلاه مرات ومرات لتبعدنا عن الكذب واللف والدوران.. بالله عليكم هل رأيتم أو سمعتم عن شخص واحد عديل وماشي عديل بيتعرض لنقد وشمارات وخلافه..
(6) وما أكثر.. دروسها الثقافية..
أمي، لم تنتظم في أي مدرسة ولكنها تعلمت القراءة والكتابة والحسابات سماعياً بجلوسها بقرب أخوانها (رجال الأعمال فيمابعد ببورسودان والخرطوم) وحرصت على أن تكون لها مجلتها (حواء المصرية) بجانب مجلات والدي، الرسالة والمصور وآخر ساعة.. وغيرها.. كما كنت أشاطرها سماع البرامج الثقافية من (صوت العرب) وعلى رأسها برنامج لغتنا الجميلة للشاعر المهيب فاروق شوشة.. فتأمل..
(7) الوصية الوطنية..حلايب سودانية..
رغم جذورها المصرية (القريبة).. ولأنها تؤمن بأن الحق حق، أوصتني والدتي رحمة الله عليها: بص يا احمد أنا مصرية آه لكن حلايب سودانية. إنتهت الوصية. فيا أعمامي بالسودان ويا خيلاني بمصر عليكم بتنفيذ وصية والدتي التي لم تكذب والتي ربتنا على عدم الكذب والتي أحبت مصر والسودان وسقتنا هذا الحب مع كل رضعة من صدرها الحنون ومع كل فعل فعلته في حياتها الطويلة والعريضة..
(8) العمود الذي أبكاني..
[ من سنوات خلت بكيت حد النحيب بعد قراءة عمود (إلا قليلا ً) للكاتب الأنيق (المرحوم) د. كمال حنفي بصحيفة الرأي العام الغراء، حيث نبه (الأبناء) للمسارعة نحو أقدام أمهاتهم و(تعصيرها) قبل فوات الآوان.. فذكرني ذلك بمصيبتي التي تلخصت في عودتي النهائية من الإغتراب وذلك بعد سويعات قليلة من إنتقال الوالدة لرحمة مولاها.. خطتي كانت تعصير أقدامها وقراءة قصص الأنبياء لها.. كل عام وكل أم وكل أب وكل الوطن بخير وعافية..] (9) إستنساخ أم..
الحمد الله الذي وهبني نسخة من أمي.. وهي أم أولادي وهي إبنة (علي درويش ربيع) الخال الأصغر.. فإبنة الدراويش الصغيرة قد خلفت عمتها في أشياء كثيرة يصعب حصرها.. الأجدر بالذكر فيها، هو علاقتها الطيبة بأهل الزوج.. حيث أن (المامتان) قد بلغتا شأواً كبيراً في تعاملهما مع النسابة جعلتهما جديرتان بالإحترام الكامل والحب من كل (الخلايفة) بفروعهم وأصهارهم.. اللهم أدمها نعمة..
وكل عام وجميعنا بخير..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى