لأسرتنا الكريمة ميزة لا تتوفر فى كثير من الأسر…لأنها تمتد لأبناءنا …وميزتنا هى النوم أثناء قيادة السيارة …! والتى لم نجد لها علاجا حتى فوجئنا بأبناءنا يحملون نفس الجين …فأيقنا أنها وراثة لابد منها …..مثل الأزمة والصداع النصفى ..وغيرهم .
أذكر أن شقيقى الأكبر والذى يقيم بالمملكة المتحدة ..وهو على فكرة ورث نصيب الأسد من هذه الآفة …حتى أن زوجته كثيرا ما ترافقه لإيقاظه …عندما يصر هو على القيادة …وتقود هى معظم الأوقات …أذكر أنه حكى لنا أنه كان مرة يقف فى الإشارة منتظرا الضوء الأخضر ..وكان أمامه مباشرة راكب دراجة ..فكان شقيقى يذكر نفسه على الدوام بأنه يجب أن يتحرك سائق الدراجة أولا ثم يتحرك هو …إلا أنه نام أو غفا قليلا ..وما أن أضاء النور الأخضر حتى تحرك فصدم سائق الدراجة الذى لم يحدث له مكروه ..ولكن أخى أضطر لشراء دراجة جديدة له .
أما إبنة أختى والمقيمة بلندن أيضا ..فلها إقتراح عجيب …كلنا نعلم أن الحركة فى لندن شمال …أى عكس السودان …قالت مرة فى حماسة غريبة ( أنا أرى أنه يجب على الإنجليز تغيير الحركة لليمين …لأنى إذا كنت فى الطريق والحركة يمين فواضح أننى عندما أنام سأخرج من الشارع من الجهة التى ليست بها عربات فلن يصاب أى بأذى …أما عندما تكون الحركة شمال فإننى إذا غفوت سأدخل فى العربات القادمة فى الإتجاه العكسى …وتكون العاقبة وخيمة !!
أنا أيضا أنام أثناء القيادة ..ولأننى الوحيدة التى تقطن بعيدا فى أطراف المدينة …فإن صديقاتى (إثنتان ) دائما ما يأتين معى لكيلا أنام فى الطريق …ثم يعدن بالبص أو القطار …أذكر أن زوج إحداهن قال لها ( إنتن والله نسوان عجيبات …مفروض تمسكوها تنوم معاكن…أو تنومن هناك وتجن الصباح ) !
أما شقيقتى والتى كانت تقطن فى القاهرة ..فهى أسوأنا جميعا ..لأن القاهرة مزدحمة والسير فيها أساسا صعب …فقد كانت عائدة من الأسكندرية للقاهرة ولا شك أنها كانت مرهقة فغفت أمام الإشارة ..ولما أضاء الضوء الأخضر تحركت بسرعة فصدمت التاكسى الذى كان يقف أمامها …فنزل وقال لها غاضبا (إيه يا ست ..مش شايفانى واقف قدامك ؟ ) فردت سريعا (وانت مش شايفنى نايمة ؟!) …