راي

شاهيناز القرشي تكتب ..في جيشنا خائن _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

قبل أن ألج الى مقالي هذا سأذكر ملاحظة تهمني عن سؤال: هل هذه الحرب ضد الشعب ام الكيزان؟ تعودنا كشعب سوداني أن نكون الطرف المستهدف من الجيش والدعم السريع والأجهزة الأمنية ويستثنى الكوز، لأول مرة نتساوى في الاستهداف لأول مره توجه الدوشكا للمواطن والكوز على حد سوا فمرحبًا بكم أمام الدوشكا فالمساوة في الظلم عدل.

دائمًا ما تكون لخيانة الأوطان أسباب تتعلق بالمال أو النساء، عنصرين تعلمهم المخابرات في كل العالم وتجيد استخدامهما، وفي أثناء الحرب الباردة بين الغرب وروسيا تم تجنيد آلاف الجواسيس باستخدام هذين العنصرين، ويتم تجنيد الجاسوس بعد أن تدرس المخابرات شخصيته جيدًا لتعلم أين سيسقط. ويختلف الأسلوب من جهاز للآخر، فمثلًا استخدمت الكي جي بي أسلوب الابتزاز بتوريط بعض الشخصيات الغربية التي يتوقع لها الوصول لمناصب عليا في دولهم أو التي وصلت بالفعل باستخدام أسلوبهم المفضل والذي يعرف بالمخرج الوحيد وهو توريط أحدهم في قضية أخلاقية او مالية ويجبر على أن يمضي أوراق مروسة ومختومة بختم المخابرات ليتم ابتزازه بها ليرسل لهم المعلومات، بينما أستخدم الغرب أسلوب الاغراء والابهار لاستمالة الروس بمنحهم حياة بازخة مليئة بالملذات

*قصة جاسوس مزدوج*

هذا من افضل أساليب المخابرات وهو القبض على جاسوس دولة مزروع لديهم ليقوم بمهمة معينة وتوريطه بطريقة ما ليصبح جاسوس على دولته، وهذا ما حدث لضابط الكي جي بي مهندس التكنولوجيا فلادمير فيتروف الذي أرسل لفرنسا ليقوم بسرقة التكنلوجيا التي بدأت تزدهر في الغرب وأرسلت روسيا عشرات العملاء لدول الغرب كلها وبالفعل استطاعوا سرقة معلومات مهولة من ضمنها تقنية القنبلة النووية والهيدروجينية ،

واكتشفت فرنسا فلادمير فسلطت عليه أحد رجال المخابرات الذي تنكّر في شخصية رجل أعمال وفتح أمام فيتروف حياة باريس الليلية وأصبح يمده بالمال دون حساب حتى سقط فيتروف في فخ الابهار وأصبح عميل مزدوج وقام بقتل رئيسه في العمل الذي كشف أمره وسجن وأعدم بعد أن سرب معلومات عسكرية وأمنية كبيرة لفرنسا.

عندما تريد دولة ما أن تستهدف شخصية وتحولها لجاسوس لا يتم استهداف المعارضة كما يصور لنا النظام في بلادنا ولكن يتم استهداف الشخصيات التي تستطيع الوصول للمعلومات والمناطق الممنوعة في الدولة إلّا لكبار الشخصيات المدنية والعسكرية، وليس بالضرورة أن يكون مسؤول كبير ربما يكون صبي القهوة والشاي في وزارة ما تفتح له الأبواب للدخول لكل المناطق دون ريبة،

وما أريد أن أصل اليه أنّ الخائن الموجود في الحكومة السودانية يتواجد في أعلى المناصب ويتستر بالعداء السافر لدول الجوار وللمدنيين، يصرّح تصريحات تطرب من أشعلوا الحرب وتجعلهم يروه المخلص ولكن ماذا عن التصرفات والواقع؟ وما هو رد فعل هذه الدول على هذه الأحاديث هل يتناسب مع التصريحات؟ مع العلم أن أموال وشخصيات ومؤسسات يمكن أن تضر السودان والجيش السوداني بشكل مباشر لازالت موجودة في تلك الدول وتتعامل معها بشكل عادي بل استثنائي.

أولاً تسير هذه الحرب في اتجاه لا يبشر بانتصار الجيش بل على العكس، وإذا كنا نظن أن للإخوان المسلمين نفوذ داخل الجيش فهذا يعني انحسار هذا النفوذ كل ما طال أمد الحرب بالموت أو الإصابات أو الهروب. اذاً من يصر على استمرار الحرب هو من يريد القضاء على هذا الوجود داخل الجيش، كما أن الدولة التي تدعم الدعم السريع تعتبر من أكبر أعداء جماعة الاخوان المسلمين ويهمها القضاء عليهم، وتراهن على حين وصول الحرب للأقدام سيفتدي الناس أنفسهم بالكيزان، والكيزان أنفسهم يعلمون ذلك فتجدهم أول المغادرين كل ما نزل الدعم السريع بمكان.

وتسمع عن الخيانة في الجيش العجب العجاب مثلًا الامتناع عن تسليح القوات، الأمر بالانسحاب من المواقع، التخابر من داخل مواقع الجيش وتزويد المليشيا بالإحداثيات، وكل يوم يفقد الجيش أرض وتكسبها المليشيا وفي محاولاتي لفهم الواقع العسكري أسال بعض الضباط السابقين وجميعهم رددوا نفس العبارة بطريقة او بأخرى أن ما حدث على الأرض غريب ومريب، اذاً هنالك تيار في الجيش يدعم استمرار الحرب وهدفه القضاء على الحركة الإسلامية وهم عملاء للدعم السريع وعملاء لدول تدعم الدعم السريع لذلك يعملون بكل جد لينتصر الدعم السريع مهما ادعوا عكس ذلك ،مهما أثاروا غبار العداء ليخفوا عمالتهم ويصرفوا الأنظار عن أهدافهم هم عملاء.

وبما إنّي في الطرف الذي يعادي الإخوان المسلمين يجب أن أعتبر هؤلاء العملاء أبطال ولكن من خان وطنه سيخونك، من خان المواطن السوداني وشرده وأفقده كل ما يملك لا يمكن أن يتحرك من دوافع وطنية غالبًا هو يخضع للابتزاز، غالبًا سيقدم بعد الحرب تنازلات أخرى لصالح هذه الكيانات التي نعلم جميعًا مدى شرها وشراهتها فهي لن تكتفي الا بعد إِبتلاع السودان كاملاً.

اوقفوا هذه الحرب التي لكل طرف فيها غرض يخصه ومصلحةً تهمه والسودان بالنسبة لهم دابة الوصول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى