
*شاهيناز القرشي*
اولاً ما هو مركز مقاربات الذي استضاف عبد الحي ؟ هو مركز للتنمية السياسية اسسته جماعة إسلامية سورية تقيم في تركيا، وهنالك جدل حول مصادر تمويله وتوجهاته .
لنحلل المشهد العام في استضافة عبد الحي، اولاً عبد الحي كان يجلس في صدر المجلس وخلفه الجدار الذي يظهر فيه شعار مركز مقاربات مما يعني أن عبد الحي جلس ليصور حديثه في المكان المخصص لذلك، وجلوسه في الصدر يعني أنه ضيف الشرف للحلقة كما أن عبد الحي لم يناقش اي قضية غير الاوضاع في السودان وتحدث كسياسي وليس رجل دين. إذن الضيف والمتحدث الرئيس هو عبد الحي، الموضوع الوحيد المطروح هو الوضع في السودان اذن هو قادم ويعلم ما سيقول ويعلم أن ما يقوله مصور، وعبد الحي رجل يمتلك قناة ويترأس مجلس ادارتها وله برامج متلفزة وذلك يعني أنه يمتلك الخبرة الكافية ليعلم كيف واين يتم التصوير .
سارعت الحركة الاسلامية إلى نفي انتماء عبد الحي لها ،ولكن عند تقييم حديث عبد الحي نجده تحدث كحركة إسلامية وكفرد منها، وبلسانها وعندما تحدث اليه أحد الحاضرين وسأله ماهي تدابيركم كحركة إسلامية بعد الحرب حتى لا يحاول البرهان اقتلاعكم مرة اخرى؟ لم ينفي عبد الحي أنه لايمثل الحركة الاسلامية بل رد عليه بأن الحركة الإسلامية لا تثق في البرهان ولا فرق بينه وبين حميدتي، نفس المتحدث هذا قال ناقشت عدد من الإسلاميين وكلهم اجمعوا على أن البرهان رفض استيعابهم وتسليحهم وأنه كان يحاول ارضاء كل الاطراف على حسابهم ودعم عبد الحي حديثه، وكذلك تبنى موقف الإخوان المسلمين وهاجم السعودية والإمارات وقال أن عاصفة الحزم كانت حرب على الاسلام، وهذا شيء عجيب غريب كيف لعبد الحي السني المتشدد أن يقول إن الحرب على الحوثيين الشيعة حرب على الإسلام وهم يقولون أن الشيعة عقيدتهم فاسدة؟ جرم السيسي واعتبره عميل إسرائيلي مع أن السيسي الأن هو الداعم الوحيد والرئيس للبرهان والجيش، بشر بعودة الإخوان المسلمين للحكم واعتبره مربح لكل الأمة كما اعتبر سقوط حكمهم خسارة لكل الامة، حدد عبد الحي يوسف عبر حديثه ولاءه للمؤتمر الوطني وليس الحركة الاسلامية حيث اشاد بفترة حكمهم وخبرتهم وصف الترابي بالطاغية، برر لتركيا عدم تعاونها مع الجيش في حربه بضعف وسوء شخصية البرهان.
كل هذا يقول أن عبد الحي يوسف حدد انتماءه السياسي وتحدث كسياسي لأنه يتوقع أن يمنح دور سياسي في دولة عودة الإخوان المسلمين
*سر التوقيت*
حديث عبد الحي بالنسبة لي تم بثه قبل أوانه فقط حيث كان يجب أن يبث بعد حدث يلغي وجود البرهان من المشهد، وهذا الحدث أن لم يكن اغتيال فهو انقلاب و ازاحة، وربما حينها يبث بالتاريخ ليثبت بطولته وقوله الحق في وجه سلطان جائر، وإذا بحث البرهان ربما يجد عدد من الاحاديث المشابهة لشخصيات محسوبة على الحركة الإسلامية، ستبث بعد التخلص منه لتوجه الرأي العام وتسيطر عليه.
وسر هذا التحرك الذي يعد في الكواليس للتخلص من البرهان هو ما حدث في مجلس الأمن وكما ذكرت في توضيح سابق أن البرهان خرج من الاجتماعات التي سبقت جلسة التصويت على القرار باتفاق مرضي للجيش، ولكنه غير مرضي للحركة الإسلامية، فحرك الكيزان علاقتهم مع روسيا لترفع الفيتو في وجه قرار وقف أطلاق النار لأن البرهان لم يطلعهم على ما دار في تلك الاجتماعات المغلقة وعلموا أن الرجوع لاتفاق جدة يشمل القبض على رموزهم واعادتهم للسجون.
لذلك تجد هنالك شق من الحركة الإسلامية يدافع عن عبد الحي باستماته وهو الشق الذي يساند خطة الازاحة، بينما هنالك شق يهاجمه وهؤلاء مربوطين بالبرهان.