راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ القيم السودانية.. تراثٌ خالد وهويةٌ متجذرة ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

يوم القيم العالمي، مناسبة سنوية تدعونا إلى التوقف والتأمل في الأسس التي نبني عليها حياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين. وهو تذكير بأن القيم ليست مجرد مفاهيم مجردة، بل هي العمود الفقري الذي يحافظ على تماسك المجتمعات ويساهم في بناء عالم أفضل.
يشتهر الشعب السوداني بقيم سامية ورصينة، شكلتها عبر آلاف السنين من التعايش والتفاعل بين مختلف الثقافات والحضارات. هذا التنوع الثقافي ترك بصماته الواضحة على القيم السودانية، ففيها نجد تمازجًا رائعًا بين القيم العربية والإسلامية والأفريقية والمسيحية. هذه القيم المتنوعة تشكل هوية السوداني وتجعله فردًا متسامحًا ومحترمًا للآخر، وخلقت منا شخصية متمردة ولها انتماء خاص يعرف “بالسودانية”، ونعرف بأننا “الشعوب السودانية”
ومن أبرز السمات التي تميز القيم السودانية، الكرم والجود، يعتبر الكرم من أهم سمات الشعب السوداني، وهو ما تجده جليًا في استقبال الضيوف وتقديم المساعدة للآخرين دون تردد، والاحترام والتقدير ويحظى كبار السن والمرأة والضيف باحترام كبير في المجتمع السوداني، والتسامح والتعايش، فعاش السودان تاريخًا حافلًا بالتنوع الثقافي والديني، وهذا ما ساهم في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف المكونات الاجتماعية، بجانب الشجاعة والصمود، ويشتهر السودانيون بشجاعتهم وصمودهم في مواجهة الصعاب والتحديات.
في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، تواجه القيم السودانية تحديات كبيرة. فالتأثيرات الثقافية الخارجية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، كلها عوامل تساهم في تآكل بعض القيم التقليدية، دور السوداني في الحفاظ على قيمه بتحمل مسؤولية الحفاظ على القيم السودانية ونقلها للأجيال القادمة. وهذا يتطلب منا التعليم والتوعية، فيجب أن نعمل على تعليم أبنائنا وأحفادنا قيمنا الأصيلة، وأن نشرح لهم أهميتها في بناء شخصياتهم ومجتمعهم، بجانب القدوة الحسنة، فنحن كآباء وأمهات ومعلمين وقيادات مجتمعية، يجب أن نكون قدوة حسنة لأبنائنا، وأن نمارس القيم التي ندعو إليها في حياتنا اليومية، ويجب أن نفتح حوارًا مجتمعيًا حول قيمنا، وأن نناقش التحديات التي تواجهها، وأن نبحث عن سبل تطويرها وتحديثها بما يتناسب مع متطلبات العصر.
عندما يهاجر السوداني أو يضطر للنزوح، يحمل معه قيمه وتقاليده. وهذه القيم تمكنه من التكيف مع بيئته الجديدة والحفاظ على هويته. كما يمكنه أن يساهم في نشر هذه القيم الإيجابية في المجتمع الذي يعيش فيه.
القيم السودانية هي تراثٌ خالد وهويةٌ متجذرة، وهي تمثل جوهر شخصيتنا السودانية. علينا جميعًا أن نعمل على حمايتها ونقلها للأجيال القادمة، حتى يبقى السودان بلدًا يتميز بقيمه السامية وأخلاقه الفاضلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى