منوعات

زين العابدين احمد عبدالرحمن يكتب .. *القاهرة تستضيف ندوة وطنية استثنائية لمشروع اكتتاب سوداني وطني* ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

في أمسية استثنائية بالقاهرة، وعلى وقع التحديات التي تعصف بالوطن، نظم مركز الشريف للدراسات والإعلام والتدريب بالتعاون مع اتحاد أصحاب العمل العربي للصناعة والتجارة*، ندوة وطنية نادرة، أُطلق فيها المشروع الوطني للاكتتاب السوداني، في محاولة جادة لإعادة صياغة العلاقة بين المواطن والدولة، وإرساء دعائم مشروع وطني جامع يبدأ من الأسرة وينتهي ببناء الوطن.
الندوة التي حملت عنوان “نحو سودان البناء والتنمية والإعمار والازدهار شهدت حضوراً نوعياً من نخبة المفكرين، والسياسيين، والمثقفين، والإعلاميين، وتخللتها نقاشات حيوية، كشفت عن تعطش السودانيين لفكرة جامعة تنقلهم من التخندق السياسي والتنازع الحزبي، إلى آفاق الفعل التنموي والمجتمعي المشترك.
الدكتور عبد الرحمن عبد الله إبراهيم ضو النور رئيس المشروع ومعده، تحدث بروح واثقة وواقعية، مستعرضاً تفاصيل فكرته التي ظلت تتشكل منذ العام 2017م، وخضعت لتحديثات مستمرة وفقاً لتحولات الواقع السوداني المعقد.
المشروع لا يُقدم نفسه كبديل سلطوي أو تنظيمي، بل كدعوة إلى إعادة امتلاك الإرادة الشعبية عبر اكتتاب وطني يبدأ من الأسرة كوحدة بناء أساسية، ويتطور إلى برلمان شعبي جامع يعبر عن تطلعات الشارع السوداني الحقيقي.
الدكتورة شذى الشريف، رئيس مركز الشريف، أدارت الجلسة بكفاءة وحنكة، وقدّمت مداخلة افتتاحية أكدت فيها أن هذه المبادرة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وأنها تسعى لتجاوز الأساليب التقليدية في العمل الوطني، عبر *إشراك القواعد الشعبية في صناعة القرار وبناء الرؤية، بعيداً عن النزاعات السياسية الضيقة.
الندوة لم تكن مجرد عرض لمشروع، بل كانت منصة نقاش حر، وعصف ذهني صادق شهد جدلاً جاداً بين من رأى في المشروع أفقًا جديدًا لإنقاذ الوطن، ومن طرح تساؤلاته وانتقاداته حول الآليات، التمويل، والهيكلية، بما يعكس حيوية الفكرة، وثراء التفاعل حولها.
ورغم التباين، كان القاسم المشترك هو الاتفاق على أن السودان بحاجة ماسة لمثل هذه المبادرات الجادة، التي تستنهض الطاقات المجتمعية، وتعيد الاعتبار لفكرة الوطن، لا بوصفه مجرد مساحة جغرافية، بل كقضية يومية تتطلب جهداً وإيماناً عميقاً.
إن مركز الشريف، بإطلاقه لهذه المبادرة من قلب القاهرة، يراهن على أن الحلول ليست بالضرورة في انتظار التسويات السياسية أو المعونات الدولية، بل في إبداع الداخل وصدق النوايا، وتوظيف العقول السودانية لصالح الوطن، لا ضد بعضهم البعض.
لقد بدأ المشروع، كما قال الدكتور ضو النور، من الأسرة السودانية… تلك المؤسسة العميقة التي صمدت رغم الانهيارات من حولها، ومن هنا تولد الثقة بأن السودان يمكن أن يُبنى من جديد، على يد أبنائه، متى ما اجتمعوا على كلمة سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى