راي

د/ عبدالرحمن عيسي يكتب …الكاهن،،،،،،،،،،، الحقيقي ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

د. عبدالرحمن عيسى

أتمنى في البدء أن لا يُربك عنوان الموضوع القُراء الأفاضل، وأن لا يثير لغط تنافسي بين القائدين!! إذ ان صفة الكاهن شارفت أن تكون حصرية للسيد القائد العام للجيش السوداني، وبالتاكيد صفة التكهن جُلباب متعدد الألوان والمقاسات وكذلك المناسبات، عليه بالإمكان أن يُناسب الكثيرين ممن تصدق تكهناتهم وتنبئاتهم حول مآلات الأمور الدنيوية!!

القائد مني اركو مناوي هو رجل بادية وقد استفاد من قسوتها الكثير والكثير، فقد جعلته قائداً فذاً، ذو بصيرة نافذة.. كما تمكن من التحايل على قسوة حياة البادية والصحاري، فكون لذاته شخصية محبوبة استطاعت أن تنفذ عبر افئدة الكثيرين، وهو يرغم كل من أختلف معه في الفكر أو التوجه، ظل محتفظاً بإحترامه وحبه للرجل…
في الغالب ما تتسم شخصيته بقلة الحديث، فهو مستمع جيد جداً، وعندما تخرج كلماته تكون خالية من التكلف والتصنع ولكنها موزونة بميزان المنطق والعقلانية، الأمر الذي جعل تقدير العقلاء له في تذايد مستمر..

مني اركو مناوي رجل مقاتل وقائد مقدام، وقد أثبتت كفاءة خططه العسكرية نجاحات لا يُنكرها إلا مكابر.. قاد العديد من المعارك النضالية بنجاح شهد عليه اعداءه قبل أصدقاءه، وهو أمر يؤكد بأنه رجل قارئ لحيثيات معاركه وتوقعاتها بشكل غير طبيعي…

ما جعلنا نكتب هذا الموضوع في حق الرجل هو ذاك اللقاء الجماهيري الذي سبق قيام حرب الخرطوم بأيام قلائل،، حينها كانت كلمات الرجل موثوقة وهو يُطلقها من على منصة الخطاب، وقد كانت نظراته وقتها تتجاوز موقع الخطاب نفسه، واظنه كان يرى بعينيه ما لم يراه الكثيرين،، هو بالتأكيد كان وقتها على يقين قاطع بأن الحرب إذا اندلعت وحمى وطيسها في أي إتجاه يكون سنده، ولكن كلماته التحذيرية المتواضعة تلك قصد من خلالها أن لا يرى الخرطوم يوماً متوشحة بثوب الحزن والحداد!!!

الكاهن،،، مناوي قال كلماته التحذيرية لعموم أهل السودان، وعندما جاءت وقفة الوطن ونصرته كان فعله الذي لا تنكره العين، وها هو ورفقاء دربه في خندق الوطن غرباً، شرقاً، شمالاً، جنوباً وحتى وسطه الأخضر ازدانت خضرة أرضه بدماء رفاقه الطاهرة حباً واجلالً وتقديراً لهذا الوطن وانسانه…

لذلك اختم بقول أن الصمت واجب عندما يتحدث الكاهن مناوي،، وأتمنى أن نسمع من الرجل كلمات حسان عن مستقبل الوطن تُفرح دواخلنا،، ولعمري إن قالها،،، صدق حتماً…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى