
حسن محمد عبد الرحمن
مدني تلك المدنية الساحرة والتي بفضل موقعها الذى يتوسط البلاد وهي تربط عدد من ولايات البلاد عبر كبري حنتوب، ومدني بها العديد من المؤسسات الاتحادية منها الصحية والتعليمية والزراعيه ومشرع الجزيرة وبعض المناطق الصناعية بالاضافة لريادتها وتميزها في الثقافة والفن والرياضة والجمال.
كل ذلك جعل من ومدني ان تكون انشوده لكل اهل السودان والذي بكاها يوم سقوطها ٠ والحرب التي شهدتها البلاد في منتصف أبريل من العام الماضي والتي خططت لها دوله الشر بمعاونة عملاء السفارات بتنفيذ مليشيات الدعم السريع ، تلك الحرب التي انتهت في اليوم الأول داخل القيادة العامة لفشل مخطط التمرد وذلك بفضل بسالة قوات الحرس الرئاسي الذين استشهدوا ويستحقون وسام النصر والفداء.
وسقوط مدني في ١٨ ديسمبر من العام الماضي وحسب تقييم المحللين العسكريين بانه احتلال بالمفهوم العسكري ويختلف عما حدث في الخرطوم الذي كان عبارة عن تمرد للقوات كآنت تقوم بحماية المؤسسات والمرافق العسكرية وتمرد علي القيادة ولكن ماحدث في مدني قدوم قوة مسلحة قطعت أكثر من مائه وخمسون كليو متر للاشتباك مع قوات من الفرقة الأولى مشاه ثم تدخل الي مدني عبر كبري حنتوب الامر الذي وصفه البعض بتسليم المفتاح . وفور سقوط حاضرة ولاية الجزيرة ودمدني اعلن القائد العام للقوات المسلحة باحالة قائد الفرقة الأولى للتحقيق وتعيين اللواء ربيع قائدا لتحرير مدني، و منذ ذلك الوقت ومازلنا ننتظر نتيجة التحقيق ونمسك عن كيف سقطت مدني الي حين قرار لجنة التحقيق ولكن نطالب ان يشمل التحقيق والي الجزيرة المقال قبل أيام من سقوط مدني والذي غادر البلاد الي مارات بعد سقوط مدني مباشرة ومازال هناك باعتباره رئيس اللجنة الأمنية بولاية الجزيرة والذي جعل مدني مرتع للخلايا النائمة وعلاقته بقائد المليشيات التي احتلت مدني وأمين عام الحكومة ورئيس لجنة الايواء لفشله في إدارة مراكز الايواء وهنالك حديث عن الصرف علي مراكز الايواء والتي تحولت الي مراكز استضافه مليشيات الدعم السريع، كما نطالب ان يشمل التحقيق المدير التنفيذي لمحليه مدني الكبرى الذي حول شوارع المدينة لمواقع تجارية والتي كانت مناطق تجميع مليشيات الدعم السريع وان هؤلاء هم السبب ومن معهم ان تكون مدني حاضنة الخلايا النائمة وهم من ساهموا في سقوط مدني .
وقبل سقوط حاضرة ولاية الجزيرة تحولت مدني الي المدينة الطبية الأولى في البلاد وذلك بفضل البنية التحتية للمؤسسات الصحية التي تضم أكثر من عشرة مراكز ومستشفيات اتحادية متخصصة منها علي سبيل المثال ( مركز جراحة القلب … مركز الجزيرة للاورام… ومستشفى الجزيرة لأمراض وجراحة الكلي… ومركز جراحة الاطفال… ومركز الجزيرة للمناظير) واحتضنت ودمدنى وقتها كل الاستشاريين والاختصاصيين والأطباء من ولاية الخرطوم بفضل جهود وزارة الصحة بولاية الجزيرة في ذلك الوقت التي جعلت مدني القبل العلاجية الأولى في البلاد في ذلك الوقت لاستضافتها جميع المرضى من ولاية الخرطوم والولايات الاخرى٠
وموقع مدني جعله تحتضن كل الموردين والتجار مارسوا عملهم من مدني مستفيدين من ميناء مدني الجاف كموقع لتخليص بضاعيهم ونقلها الى جميع ولايات البلاد مما جعل من مدنى مركز التجارة الأول في ذلك الوقت ٠
كما احتضنت ودمدني في المؤسسات التعليمية الوفداين من ولاية الخرطوم وتم الايواء وتسارع مواطنى ودمدني في استضافه الوفداين وتقديم يد العون لهم ومساعدتهم ومن الموسف جدا تحولت بعض مراكز الايواء لاستضافة مليشيات الدعم السريع وذلك لفشل لجنة الايواء. وبعد سقوط مدني ومغادرة بعض الموطنين لبيوتهم بحثا عن الامن والامان فى مدن آخرى وبعضهم من هاجر الى خارج البلاد حيث قام بعضا من الوافدين من ولاية الخرطوم بعمليه نهب وسرقة البيوت وتحويل مراكز الايواء اماكن لتخزين مسروقاتهم ومنهوباتهم وقاموا بتاجير الشاحنات لنقلها الي الخرطوم فهل يعتبر هذا من رد الجميل للذين تنافسوا في استضافه وتقديم يد العون ٠
وظل مواطنى مدني منذ سقوطها يتابعون بلهفة شديدة خبر استرداد مدني وظلوا يتابعون عملية تجميع القوات عبر المحاور الثلاثة للاسترداد وعملية تجهيز وتوفير المتحركات والاليات والجولات المتكررة للقائد العام ومساعديه لزيارة المناقل وسنار والفاو للاطمئنان علي الاعداد لاستراد حاضرة ولاية الجزيرة ودمدني والتي تشير بان استرادها اصبح وشيكا لم يبقى منه الا ساعه الصفر لاقتحام مدني كما ان هناك تحدي اخر امام قيادة الدولة حتما بالتسريع في عملية الاستراد لمدني كموقع استراتيجي لفك عزل الحركة التجارية وحركه النقل التي تشهدها البلاد بعد توقف طريق سنجة ابورخم القضارف لظروف أمنية والخريف، الامر يجعل مخرج البلاد للحركة التجارية والنقل عبر كبري حنتوب لذلك اصبح تحرير مدني وشيكا وحتما سوف تعود مدني حرة وسوف يتباري ابناءها في الداخل والخارج الي إعادة مدني الي افضل من سيرتها الأولى ولابد من حكومة الجزيرة تشكيل حكومة مصغرة لإدارة الولاية تكون من لجنة امنية وبعض الوزراء للتدخل العاجل منذ اعلان تحرير ومدني بتوفير دقيق المخابز وتشغيل ابار المياه وعودة الكهرباء وانتشار القوات الأمنية دخل الاحياء وفتح مراكز الشرطه للمواطنين للابلاغ عن ماتعرضوا له من سرقة وتوفير الأدوية وتشغيل المركز الصحية كل ذلك يحتاج الي الاعداد والتحضير منذ الان حتي يعود الموطنين الي بيوتهم الذين هم في اشتياق ولهفه لتعود مدني حرة حتي يعودوا الي بيوتهم كل ذلك ممكن إذا تضافرت الجهود وخلصت النوايا وقويت العزائم واللـه يهدي السبيل …
وحتما سوف نعود الي مدني بإذن الله قريبآ…