إلى أين …
✍🏿 حسن أبو ضُلَع
دقو ( الصحابة)؟!!
– ولعل (الهجليج) بكل الكبرياء والشموخ ونشأتها الأولى تسهر موجوعة مكلومة تستدعي ذكريات وبشريات( الدعوة السرية المحمدية ) في سنواتها الأولى ، كيف زلزلو زلزالا شديدا ، فكانت تصدح بالحق، “أحد أحد” ، “أحد أحد” ، وقد ثبتهم الله وقلوبهم مطمئنة ولم تجد نفعا كل سيناريوهات الاكراه ، فقد تبين عندهم الحق، فاستقامو وتعاونو وتكاتفو وتعاضدو وأصبحو سندا في الحارة،كما في الباردة. ومضربا للثبات والفداء وكريم الخصال.
– انه شعب( الهجليج شرق مدنى)، شعب مضياف سليل الصالحين ، هذه القرية التي نشات وأصبحت أصلا تتبعه الفروع لمئات السنين، بكل العراقة والبسالة و الجسارة و عبق الرسالة.
– كل خدماتها ومنشأتها قامت بالجهد الذاتي والدعم السخي ، نتاج حسن تربية وتنشئة ايجابية ، حققت اهداف بنيها وصانعي مجدها ونهضتها بعصامية لا تعرف الاتكاءة أو الاستكانة.
– والهجليج لساكنيها ومعاصري نهضتها، سلوى وبلسم وارتبطت عندهم ان (الهجليج.. انتماء وعطاء) شعارا سار به الركبان، من جيل إلى جيل، هكذا يقول تاريخها وانسانها وهذا وصف من زارها وعرفها عن قرب من بين نظيراتها.
– لم تكن الهجليج بهذا الألق وهذا الحضور لولا دعوة الصالحين، وحتى عندما نعى الناعي، أن اصدقاء الأمس ( الدعم السريع)، اعداء اليوم ( المليشيا المتمردة)،، قامت بتهجير سكانها وانسانها بوابل من صنوف العذاب وادوات القهر ، ضرب وسلب ونهب ، فجع احدهم وقالها بعفوية مستنكرا هذه الفعلة الشنيعة بأهلها قائلا: ( دقو الصحابة؟!!)، يا له من حضور وياله من حب لسمات أشخاص جمعتهم هذه البسيطة، لا تجد غير ان تحبهم .
– إنها الحرب اللعينة سادتي والتي ضربت بلاد السودان، من دون رأفة أو رحمة واستصحبت معها كل سوءات ومنكرات الحرب في اقبح صورها، وما الحرب إلا صورة من ابشع صور الظلم الذي عرفته البشرية.
– انهم أبرياء في قفص الذل والهوان ، يدفعون ثمن مواقف وقرارات كارثية من بيدهم السلطان، قادة الغفلة يخربون قصورهم بأيديهم ويحرقون البلاد بمن فيها ، فلم ولن يهدأ لهم بال، بإذن الله الواحد القهار الذي حرم الظلم على نفسه وامرنا بذلك.
– لن ينجو أحد من من تسبب في هذه الحرب أو أوقد نارها أو ساهم بذلك من الداخل أو الخارج، لأن في ذلك انتهاك واضح لحق الحياة.
– متى يدرك هؤلاء أن اطالة أمد الحرب نتائجه كارثية و(صدقية ايقافها) اوجب الواجبات، بدلا عن الصراخ من استباحة العروض وشق الجيوب ، فما يحدث نتاج طبيعي للظلم ، فهي فرصة لأخذ العبر والدروس.