في هذه الظروف بالغة التعقيد تتجه أنظار السودانيين غدا نحو مدينة جدة الساحلية مابين متفائل ومتشائم وتشير الأخبار لإستئناف محادثات منبر جده التفاوضي بين وفدي الجيش السوداني والدعم السريع والتي يأمل منها الكثيرون أن يحدث توافق على حل ينهي معاناة ستة أشهر للسودانيين لم يعرف البعض فيها طعما ومذاقا للنوم والراحة والأكل فكل شئ بفعل الحرب أحال الحياة في الشارع السوداني إلى حالة بؤس ويأس وتفاقمت المعاناة فإمتلأت الملاجئ بالنازحين وزاد النزوح هربا من الجباخنة وأعيرة النار التي أحالت الكثير من المؤسسات والمساكن إلى ركام.
أنظار السودانيين تنظر هذه المرة لجدة أم المدائن وعروس البحر الأحمر وتنتظر مايدعو للتفاؤل والأمل ويعيد الأمن والإستقرار لهذا البلد الذي عاني أهله من السهر بحثا عن إستقرار وفرصة عمل بعد أن ترك السواد الأعظم منازلهم هربا من الموت وتقلصت عندهم فرص الحياة نزوحا لولايات أكثر أمنا ودعوات أهل السودان بتحقيق سلام دائم وعودة إلى الديار.
وأعتقد أن فرصة كبيرة يمكن أن تتحقق من توافق ينهي معاناة الشعب السوداني وذلك من واقع أن الوسيط الأول وهو المملكة العربية السعودية هي الأكثر تأهيلا من بين دول المحيط لمساعدة السودانيين في طي الخلاف وإنهاء الحرب وهي الدولة التي لها علاقات متينة مع السودان وظلت قريبة جدا منه ومن شعبه حتى في أحلك الظروف.
وظلت المملكة خلال أكثر من أربعة عقود تستقبل مئات الآلاف من السودانيين في كل الوظائف حتى الذين ضاقت بهم أرض السودان ومؤسساته إستقبلتهتم المملكة فساهموا كثيرا في تحسين وضع أسرهم.
فالغالبية من أبناء السودان ينتظرون حلا يحفظ للوطن مؤسساته ويساعد في بناء دولة تعالج فيها كل أخطاء الماضي دولة مواطنة تحفظ فيها كل حقوق المواطن الوطن الذي يجب علينا جميعا أن نحافظ على وحدته وأمنه وسلامه وإستقراره.