راي

*الطيب قسم السيد يكتب … العودة للديار أغلى إنتصار* ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

تتواتر الاخبار المؤكدة،،و المبشرة، عن عودة أفواج الوافدين، من اهل الولايات والمدن والمناطق،التي تعرضت لاقتحامات وانتهاكات قوات الدعم السريع فوفدوا إلى مناطق، وولايات، ومدن السودان الآمنه،التي أحسنت إستقبالهم،، قد بدأو بعون بعض حكومات الولايات ومكوناتها الاجتماعية، والأهلية في تنفيذ قوافل العودة الآمنة إلى ديارهم.
وسجل التاريخ لولاية القضارف و من بعدها الولاية الشمالية سبقا حميدا مثاليا في هذا المنحى.. فقد نقلت لي بعض المصادر الموثوقة،، صورا حية لمشاهد ووقائع مؤثرة، لازمت لحظات تحرك الفوج الأول من وافدي ولاية سنار لولاية القضارف،من مدن سنجة والسوكي والدندر وغيرها من البلدات،ممن أقاموا بولاية القضارف، كراما بين اهلها، الذين اتسعت صدورهم لاستقبالهم .. ولم تضق من جانبهم نفس اوديار.
حدثتني مصادري بالقضارف عن حثيات ووقائع وداع الفوج الأول الذي تكون حسب من ابلغوني،، مما قارب وربما زاد، عن العشرين مركبة وناقلة، تدافع نحوها الوافدون، وخف لوداعها القاطنون في مشهد بديع يشبه أهل السودان،، ولا يرى او يتكرر الا في رحاب امة بقيمهم ومبادئ مجتمعاتهم، الموسومةعبر التاريخ،،بالمروءة والشهامة ونجدة الملهوف.
وفي الاثناء ذاتها تحدث الي صديق عزيز ،من الولاية الشمالية،ناقلا مواقف ومشاعر لأهل الشمالية، بذات المعاني وذات المظاهر التي جسدتها القضارف، وهي تودع موكب عودة وافديها من المناطق التي هجروها قسرا بسبب إجتياحها من قبل الجنجويد، الذين تتلقى جيوبهم الآن،، هزائم مجلجلة،، وضربات موجعة في الجزيرة التي تحررت معظم مناطقها،، وسنار التي مشطها جيش السودان ومساندوه،، من القوات الخاصة والمشتركة وكتائب الإسناد. من دنس التمرد وجيوبه.
إن الذي اود الاشارة إليه هنا،، هو ان ننتبه جميعنا، دولة ومجتمعا ومؤسسات ومكونات اجتماعية واهلية، إلى ان العودة الطوعية الآمنة، لوافدي الولايات التي تاثرت بظلم وغدر الجنجويد،، حدث مهم وإنتصار غالي، علينا جميعا إدراك دلالاته، وإستشعار معانيها.. وهو الامر الذي يستوجب الاهتمام من الدولة ومؤسساتها، وإعلامها الرسمي، والإعلام الآنخر النزيه إن وجد.
اول هذه الدلالات ،تلكم القيم التي فاضت وانداحت خلال أزمة النزوح، بين المواطن الوافد، والقاطن،وما اكدته من سماحة ونبل ومسؤولية..وهو تاكيد ينبغي الا تغيب عنه الاشارة السالبة الا ان بعض الفئات المحسوبة على المجتمع الوضئ الشهم المتسامح، واعني هنا القلة التي مارست التجارة المسمومة في الحرب وازماتها، فسارعت لتازيم أوضاع الوافدين،، فتبارت هذه الفئة من الإنتهازين، في إخفاء السلع الضرورية، ورفع كلفة إيجار العقارات، ومارسوا وهم قلة منبوذة من قبل مجتمعاتنا، دخيل سلوكها على قيم ومورث أهل السودان.هداهم الله. هذا مع لوم صريح نوجهه لسلطات الولايات التي لم تلقي بالا لهذه الممارسات..وهي ملاحظة لا تقلل من سهمها وجهودها التي نقر بها تجاه الوافدين.
والإشارة الثانية،، لابد لنا من إدراك حقيقي،ان عودة الوافدين إلى ديارهم، تعني البداية الحقيقية لمرحلة الاعمار وإعادة البناء لفترة ما بعد الحسم التي باتت وشيكة برمي الله، وتقدم جيش السودان، ومساندية في جميع الجبهات والمحاور.
فاعمار المناطق التي امتد إليها الحرب يبدأ بدخول المواطن العائد إلى منزله بعد غياب طويل متفقدا ماطاله من تخريب وما لحقه من تشويه وما تعرض له من نهب، وهي حالة تستوجب الدعم المعنوي والنفسي والحسي له،، من سلطات المناطق والمدن والولايات المستقبلة.
اما الاشارة الثالثة فهي تخص قطاعي الدبلوماسية والإعلام، وتتمثل في ابراز تنادي المواطنين وتدافعهم، وتسارعهم في عمل إجراءات العودة لديارهم التي غادروها بسبب اجتياحها من قبل قوات الدعم السريع، او لمجرد سماعهم ان جيوب الجنجويد تخطط او تنوي اجتياحها.
اما الاشارة الرابعة التي اصوغها،، استلهاما من حماس الوافدين وتدافعهم نحو العودة لديارهم بعد طرد الغزاة عنها ودحرهم،،فهي ان تعطي القيادة العليا لدولتنا، هذه الابية،، اهتماما يليق بهذه الخطوة التي تشكل إنتصارا باهرا، يدحض مزاعم قوات الدعم السريع عبر الوسائط المرئية والمسموعة، الورقية والحديثة، بان المواطن السوداني آمن في نفسه وبيته، وماله في مناطق سيطرتهم
ونتطلع إلى ان تتم فعاليات العودة الآمنة الطوعية للولايات والمناطق المحررة وسط احتفاء واحتفال، وإظهار لدلالاتها تعظيما لجلال قيمتها،، بحضور مشاركة ومخاطبات حية ينقلها الاعلام وتتداولها الوسائط.ويشهدها كبار القادة في الدولة والولايات، والمحليات والوحدات الإدارية.
فإن كان النزوح القسري، ومغادرة الديار مظهرا من مظاهر الهزيمة والانكسار،،فإن دحر المغتصبين وطردهم، والعودة للديار،تمثل نصرا معنويا وحسيا ينبغي أن يجد ما يناسبه من الإدراك و الاحتفاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى