الإئتلاف السوداني للتعليم للجميع يدشنّ انطلاقة مبادرة العودة للتعليم بتشريف وزيرا التربية الاتحادي والولائي ــ بورتسودان: تقرير محمد مصطفى
بعانخي برس

بورتسودان: تقرير محمد مصطفى
دشنّ الإئتلاف السوداني للتعليم للجميع المبادرة القومية للعودة إلى التعليم، وذلك بالشراكة مع منظمة اليونسيف وعدد من الشركاء، بحضور وزير التربية والتعليم أحمد خليفة، ومدير عام قطاع التعليم الأستاذ هاشم علي عيسى، وسط حشد كبير من المسؤولين والطلاب وأسرهم، بمدرسة بحي الإسكان بورتسودان المكتظ بالنازحين.
خاطب الاحتفال بتدشين مدرسة الإسكان ضمن برنامج العودة للتعليم المدير العام للإئتلاف السوداني للتعليم للجميع مستر ناجي منصور الشافعي، حيث قال إن التعليم لا ينتظر حرباً ولا كوارث ولا حكومة، ولن تمنعه ظروف الحرب. مشيراً إلى تصميم منهج مضغوط لتعويض الفاقد من سنوات التعليم للطلاب النازحين، حيث يقتصر على عامين من الدراسة في عام واحد. وأوضح أن المبادرة تستهدف ثلاث فئات عمرية لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس في مراكز التعليم البديل والتعليم الإلكتروني، كاشفاً عن تشكيل لجنة بغرض الترتيب للحملة التي ستبدأ بضاحية الإسكان ببورتسودان.
ولفت الشافعي إلى الافتتاح الوشيك لعدد (15) مركزاً للتعليم البديل، مشيداً بتعاون حكومة البحر الأحمر بقيادة الفريق الركن مصطفى محمد نور، وبشركاء المبادرة على فتح الأبواب لقطف ثمار الجهود، وجعل المبادرة أمراً ممكناً. وأكد أن مدرسة الحيشان ستستقبل الطلاب غداً، موضحاً أن التعليم لا ينتظر ويمكن أن يكون في أي منطقة آمنة وصديقة. كما كشف عن خطة لافتتاح عدد (4) مدارس خلال الخطة الاستراتيجية بالتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم الاتحادية والولائية، يرافقها مراكز صحية لصالح النازحين ومواطني الإسكان. ونوه إلى جهود الإئتلاف في مساعدة حكومة الولاية في مجال التعليم بالتنسيق مع اليونسيف واليونسكو، حيث يتم تمويل المبادرة سنوياً، كما تمت إجازة الخطة الاستراتيجية (2025-2027م).
ونبه الشافعي إلى أن قضية التعليم تقع مسؤوليتها على الدولة وليست الحكومة، مؤكداً المضي قدماً في عملية إسناد التعليم لإعداد جيل ناهض تعليمياً.
وكان الأستاذ أحمد خليفة عمر، وزير التربية والتعليم الاتحادي، دشنٌ مبادرة العودة إلى التعليم على المستوى الوطني، التي يتبناها الإئتلاف السوداني للتعليم للجميع بالشراكة مع اليونسيف والشركاء، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وذلك بحي الإسكان بمدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، وسط حضور كبير من الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وعدد كبير من الطلاب وذويهم. كما شمل الاحتفال على شرف المناسبة افتتاح مدرسة الحيشان ضمن المبادرة، حيث تفتح فصولها غداً لاستقبال الطلاب من الصف الأول وحتى الصف السادس.
وكشف الوزير أحمد عمر خليفة عن دعم العملية التعليمية في السودان بمبلغ (204) مليون دولار وأكثر من (45) مليون يورو من الشركاء، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي واليونسيف والبنك الدولي والشراكة الدولية لمدة ثلاث سنوات. كما كشف عن عزم وزارته التخطيط لدور جديد تجاه المدارس، مؤكداً أهمية التعاون مع الشركاء. وأثنى على جهود القائمين على أمر المبادرة في دعم مسيرة التعليم، الذي يعتبر ذا جدوى اقتصادية لكل أسرة في الخروج من دائرة الفقر. مشيراً إلى أن المنظمات عملت على وضع استراتيجية تراعي أولويات التعليم في سودان ما بعد الحرب. ولافتاً إلى أن هناك إرادة حقيقية لاستعادة نظام التعليم، حيث تم وضع طلب لـ (7) ولايات لمد الوزارة بمعلومات، من بينها الإحصائيات. ونبه إلى أن البلاد تعاني من فجوة كبيرة في مهارات العمل المهني الحرفي، واستدرك قائلاً: “الحرب أوضحت أين الخلل”. وناشد أولياء الأمور بغرس الروح الوطنية وتعزيز قيمة العمل وسط الأبناء بجانب اهتماماتهم البائنة بالتعليم.
وفي ذات المنحى، قال مدير عام قطاع التعليم الأستاذ هاشم علي عيسى، إن ولاية البحر الأحمر تمثل سوداناً مصغراً، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وأكد أن الولاية احتضنت المتأثرين بالحرب، وأضاف قائلاً بلهجة البداويت: “هاش هاشوكنا”، بمعنى “أنتم في دياركم وبلدكم”، مشيداً بدور وزارة التنمية الاجتماعية والمنظمات العاملة في مجال التعليم لدعمهم اللامحدود للعملية التعليمية.
بدوره، عبر الأستاذ الرشيد سليمان، المتحدث باسم اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية بولاية البحر الأحمر، عن شكره وتقديره للإئتلاف السوداني ومنظمة اليونسيف واليونسكو، مشيراً إلى أن المبادرة دليل على مدى التعاون بين الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في تقديم خدمات للنازحين.
إلى ذلك، كشف ممثل اليونسيف د. مي الطيب عن تأثر (3) آلاف مدرسة بالحرب، وذلك بتحولها إلى مراكز إيواء، مشيراً إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي والاهتمام بالبيئة المدرسية للطلاب.
من جهته، أكد ياسر محمد الأمين، مدير صندوق الإسكان والتعمير بالبحر الأحمر، جاهزيتهم لتحديد أماكن للمدارس المقترحة ومساحات للمراكز الصحية، مشيراً إلى اهتمامهم بالتعليم في منطقة الإسكان بتخصيص عدد من المدارس للسكان.