أسامة عبدالماجد بوب يكتب ..*ذكرى رحيل القائد البعثى بدر الدين مدثر وسيظل* *الشعب أقوى والردة مستحيلة* ــ بعانخي برس
بعانخي برس
اسامة عبدالماجد بوب
تمر علينا الذكرى التاسعة عشر على رحيل المفكر المناضل والمحامى بدر الدين مدثر …
هذا الرمز النضالى صاحب العطاء والتضحية والإنتاج الفكرى والمواقف السياسية المشهودة على مستوى قطرنا والوطن العربى ….
بدر الدين مدثر قائد تاريخى رغم أن شهرته وصيته كعادة المناضلين الذين يعملون بعيدا عن الضوء لم يكن بقدر عطاءه ومواقفه، لذا نجد كثير من السودانيين لا يعرفونه بحجم مساهمته الفكرية ومواقفه السياسية وتضحياته في سبيل إرساء وتمتين منظمات البعث العظيم ، فالرجل رغم أنه كان من مؤسسى حزب البعث العربى الاشتراكى فى السودان وعضو القيادة القومية للحزب ومسئول تنظيمات المغرب العربى ، ورغم أن كثير من مقولاته تمشى بين الناس هتاف إلا أنه لم يكن ذائع الصيت بشكل يوازئ تاريخه النضالى سواء فى فترة الحكم العسكرى الاول ( عبود ) أو جهوده النضالية فى بناء خلايا الاشتراكيين العرب أو الخلايا القومية وسط طلاب الجامعات ورغم نضاله الشرس فى الفترة المايوية وتعرضه للاعتقال والسجن من أجل أهدافه والقيم والمبادئ التى آمن به …
بدر الدين مدثر المناضل القومى الذى صعدت روحه إلى بارئها فى 25/1/2006 هو صاحب مقولة ( الشعب أقوى والردة مستحيلة ) التى أطلقها ضمن شعارات أخرى فى ندوة الميدان الشرقى فى جامعة الخرطوم عقب سقوط الديكتاتورية المايوية …
⭕ (كما كانت رؤيته الناقدة لما يسمى بالمصالحة عام 1977 وللجبهة الوطنية. وهكذا كان واقعياً في تقديره لمآل التجمع الوطني الديمقراطي، ولمن سبقه في مشاركة الإنقاذ السلطة ولمن زايد من (المتساقطين) عن مسيرة البعث على موقف البعث من الإنقاذ، الذين انتهى بهم المطاف إلى الارتماء في أحضانها بعدما قادتهم مصالحهم الذاتية لخدمة زعماء الطائفية كمستشارين لهم، فتطابق موقف فقيدنا وحزبه مع موقف قاعدتنا المحررة بإذنه تعالى وقائدها التاريخي الذي اختار المبادئ وطريق الرسالة، بدلاً من السلطة، وذل التنكر للعقيدة والمبادئ، وخيانة قسم الانتماء للبعث العظيم.
⭕ لقد رأى مدثر في تطورات الأوضاع الأخيرة في قطرنا فرزاً تاريخياً بين قوى الاستبداد والعنصرية والتبعية والانحطاط والتخلف والتقدمية الزائفة الخاضعين للأجنبي والانفصاليين من جانب، وبين قوى الوحدة والديمقراطية والسلام والتقدم والاستقلالية ومناهضة الأجنبي من جانب آخر. ونقول لفقيدنا بأن الخط التاريخي الذي اعتمدته للبعث فأحدث هذا الفرز الواضح وأزال التغبيش عن وعي المناضلين، سينتهي حتماً بالاستقطاب لحزب الثورة العربية.
⭕ كان المناضل بدر الدين مدثر رحمه الله خلال النصف الثاني من السبعينيات والثمانينيات يلعب دورا كبيرا في بناء منظمات الحزب في أقطار الوطن العربي كلها، وفي بلاد المهجر، وذلك لما يتمتع به من قدرات فكرية وسياسية وتنظيمية كبيرة. ⭕ وكان له دور كبير في تطوير منظمات البعث في الأقطار العربية، خاصة في شمال أفريقيا، من خلال قيادته المباشرة لمكتب المغرب العربي في القيادة القومية، ولعب دورا مهما في بناء الكوادر القيادية في تلك الأقطار، من خلال الدورات التثقيفية والمحاضرات والندوات والاصدارات ).
هكذا كرس المفكر بدر الدين مدثر ايام عمره من أجل خدمة افكار ومبادئ حزب البعث العربى الاشتراكى وذلك عبر عطاء نضالى طويل زين فيه دروب البحث عن وطن معافى بكثير من الدراسات والندوات والمقولات التى أصبحت شعارات ترددها الجماهير لأنها تلامس وجدانها واحلامها ….
وقدم الأستاذ بدر الدين مدثر دراسات وندوات حول كثير من القضايا الوطنية مثل قضية الجنوب فى سبعينيات القرن الماضي ومبحث عن قضية الديمقراطية وإرث كبير من الدراسات التى ستظل مصدر إلهام للمناضلين..
وسيظل البعثيين الحقيقيين اوفياء لهذا التاريخ والرمز النضالى عبر مقولته الخالدة
( نحن البعثيون وأبناء شعبنا الشرفاء لانعرف وفاء للشهداء وذكراهم إلا أن يكون بمواصلة النضال من أجل تحقيق ما استڜهدوا من أجله ومواصلة النضال من أجل ترسيخ الديمقراطية وحمايتها من قوى الردة وبقايا مايو ومن التآمر المكشوف والملتوى )
هكذا عاش المناضل الرفيق بدر الدين مدثر مناضلا صامدا حتى اسلم الروح فى 25/1/2006
له الرحمة والمغفرة من عزيز حليم …..