تدشين كتاب وطن مصاب بمرض الفراق: نافذة على سرديات السودان من قلب الزوايا المهملة” ــ القاهرة : سيف البروف
بعانخي برس
القاهرة : سيف البروف
شهد مركز فيجن للتدريب والتنمية المستدامة بالجيزة مساء اليوم 17يناير 2025م، حدثا ثقافياً استثنائياً حيث تم تدشين كتاب “وطن مصاب بمرض الفراق: سرديات السودان من قلب الزوايا المهملة 1956-2024” للكاتب والباحث المصري عمرو خان.
شرف الحفل نخبة من الادباء، و الإعلاميين، والمتخصصين بالشأن السوداني من البلدين، في مناقشة معمقة ألقت الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية التي صنعت ملامح السودان منذ استقلاله وحتى اليوم من خلال سرديات وطن مصاب بمرض الفراق.
في مستهل حفل التدشين رحبت الدكتورة هالة عبدالله خليل، مدير مركز فيجن للتدريب والتنمية المستدامة، بالحضور معربة عن سعادتها باستضافة هذا الحدث الثقافي المميز، و هنأت الكاتب عمرو خان على إصدار كتابه “وطن مصاب بمرض الفراق”، مشيدة بجهوده القيمة في توثيق وتحليل الصراعات التي شكلت ملامح السودان، مؤكدة أهمية الكتاب كإضافة فريدة للمشهد الثقافي العربي.
ومن جانبه قدم الكاتب والصحافي السوداني أسامة الماجد، الذي مقدمة تحليلية رائعة عن الكتاب و تناول فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية للصراعات السودانية وتأثيراتها على المشهد الإقليمي، وأكد الماجد أن الكتاب يُشكل شهادة حية على التحولات التاريخية، التي طغت على تفاصيل الحياة اليومية للسودانيين، ورسمت ملامح أجيال متعاقبة.
من جهتها، ألقت الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني مديرة تحرير جريدة الأهرام، التي كتبت مقدمة الكتاب، الضوء على أهمية هذا الإصدار في توثيق وتحليل النزاعات الكبرى بالسودان، أوضحت أن الكتاب يتجاوز كونه مجرد سرد تاريخي، ليصبح نافذة عاطفية تشارك القارئ في الألم والهموم السودانية، مقدما تجربة إنسانية مكتملة الأركان.
الكاتب عمر خان الذي ارتبط وجدانياً بالسودان بعد أن عاش فيه سنوات، قدم كتابه كمرآة لآلام هذا البلد وشعبه، وصرح خلال اللقاء بأن الكتاب يعد أدبا سياسياً، هو انعكاس لواقع معيشٍ، حدد فيه خان عمق الجراح السودانية وشهد تحولاتها على مدار عقود، وأشار خان أن الكتاب ينقسم إلى سبعة فصول، تبدأ من “جذور الانتماء وهوية النيل”، لتستعرض ارتباط السودان بنهر النيل الذي شكل وجدان أهله، ويتناول الفصل الثاني “جذور الفراق”، مسلطًا الضوء على الانقسامات التي نمت عبر الزمن، بينما يركز الفصل الثالث على “فراق الوطن”، حيث يرسم صورة حية لمأساة النزوح والهجرة، أما الفصل الرابع، “الفراق الداخلي”، فيناقش الانقسامات النفسية والاجتماعية التي أفرزتها الصراعات.
ويحمل الفصل الخامس عنوان “الفراق السياسي والاجتماعي والتغير الثقافي”، حيث يعرض تأثير التحولات السياسية على الهوية الثقافية للسودان، ويأتي الفصل السادس “صعوبات الاندماج في مصر”، ليسلط الضوء على تجارب السودانيين الذين حملوا جراحهم إلى أرض جديدة، ليواجهوا تحديات التكيف والاندماج، وأخيرًا ينطلق الفصل السابع في “رحلة عبر أزمنة وأمكنة”، ليجمع كل الخيوط في سردياتٍ شجية تنبض بالحنين.
ولم تتوقف تدشين الكتاب على الاستماع فقط بل تميزت بالمناقشات ومداخلات ثرية من الحضور، الذين أبدوا إعجابهم بعمق الطرح وجمال السرد للاحداث، وفقًا لما أكده الكاتب، هو محاولة لمشاركة الألم مع الأشقاء السودانيين، واستدعاء التساؤلات حول قضايا ما زالت عالقة في الوجدان الجماعي.
“وطن مصاب بمرض الفراق” ليس مجرد كتاب، بل هو رسالة أمل من قلب الألم وصرخة عاطفية وفكرية، تسعى لإيجاد معنى وسط الفوضى، عمر خان في أسطره، يأمل أن يُشكل هذا العمل نافذةً للأمل، تكشف قوة الروح السودانية وقدرتها على تجاوز جميع الصعاب وبناء السودان الذي يريده.
واسدل الستار بتكريم الكاتب عمر خان بوسام الإبداع من البورد الأمريكي، الذي قدمه الدكتور حسن رجائي مدير البورد الأمريكي بالشرق الأوسط تقديرًا لإبداعه وجهوده في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والسياسية السودانية، جاء التكريم وسط أجواء مفعمة بالحفاوة والتقدير، حيث عمّ التصفيق أرجاء القاعة، تعبيرا وتقديرآ بإسهامات الكاتب ومضمون الكتاب العميق الذي لامس القلوب والوجدان، ليبقى شاهداً على أزمات عبر التاريخ.