دروب الحقيقة ـــ أحمد مختار ــ مشروع جائزة.. الحقيقة والاستقامة القانونية ــ بعانخي برس
محامو الطواريء .. هيئة محامي دارفور .. لجنة تفكليك النّظام واسترداد منهوبات الشّعب السُّوداني.. نقابة الصّحفيين..
المضيئون كالنّجوم في حياتنا كُثرُ مضوا إلى دار الخلود والبقاء، وتركوا وراءهم معاني البريق، لم نلتفت لهم إلا بعد رحيلهم، آخرهم كان الشّاعر المُلهِم محمد المكي إبراهيم، الذي أثرىٰ وجدان السُّودانيين بأشعاره الخالدة منذ بواكير صباه. رحل ود المكي بعد أيام قلائل من فوزه بجائزة الاتحاد العالمي للشّعراء هذا العام، ولم يسعفه حِمام الموت، ليتوشّح جائزته ولستُ أدرى كيف حال المبدعين الأربعة الآن ، الذين حازوا معه على شهادات تقديرية، عالم عباس وعبدالقادر الكتيّابي، وفضيلي جمّاع، وبابكر الوسيلة. وسائل التّواصل الاجتماعي تفيض اليوم عن آخرها بنعي شاعر الإكتوبريات ومآثره في الثّقافة السُّودانية والإبداع والإنشاد للوطن وإنسانه.
ولكن يجب أن نعترف أنّ الكثير من المبدعين في بلادنا اشارت لهم في البداية أقلام غير سُودانية، وأشادت بعظمة انتاجهم، قبل أن تصحا مؤسساتنا الرّسمية، ونستدرك جميعاً بعد أن يمضي بهم قطار العمر بعيداً – الطيب صالح مثال- كأنّنا نجهل قدر أنفسنا وقدر المبدعين والمميزين في تاريخنا وحياتنا المعاصرة، ولذلك أقترحُ على القوىٰ الوطنية والنّقابية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة في الدّاخل وتجمعات السُّودانيين في الخارج و المهتمين بالشأن العام، وبلادنا تمر بهذا المنعطف التّاريخي، أن تتبنّىٰ (مشروع جائزة بإسم الحقيقة والاستقامة القانونية والوطنية) تُقدّم للذين ساهموا بعطاء وافر وملموس في الدّفاع عن حياة وكرامة وحقوق الشّعب السُّوداني، بنزاهة واستقامة وطنية خلال المرحلة العصيبة الماضية، والتي امتحنت مواقف الجميع وكشفت نواقض عديدة كانت غير مرئية. وأذكر من أولئك المضيئين كالنّجوم.
1- محامو الطّواريء- تُعبّر عنهم -المحامية الشُّجاعة، عضو مكتبهم التّنفيذي الأستاذة رجاء مبارك سيد أحمد
2- هيئة محامي دارفور، ممثلةً في أمينها العام الأستاذ الصّادق حسن علي والأستاذ صالح محمود
3- لجنة تفكيك النّظام السّابق، واسترداد أموال الشّعب المنهوبة، ممثلةً في أمينها العام، الأستاذ الأشهر والأصدق في الدفاع عن الحقوق، وجدي صالح عبده.
4- نقابة الصحفيين، التى لعب اعضاؤها أدواراً مشهودة في تعرية وكشف الفساد المتراكم عبر حقب طويلة، والدّفاع عن حرّية التّعبير وحق الشّعب في حياة حرّة، والعيش بكرامة في وطنه. إنّ هذا المشروع يُراهن على الوجدان المشترك والإحساس بالزّمن وحجم الكارثة، فالحياة دائماً تتدفّق إلى الأمام ولا تنتظر الواقفين على أرصفة الطُّرقات، وفي تقديري يمكن أن يُساهم المشروع في تقريب الشُّقة، وتعبيد الطُّريق المُؤدية إلىٰ تكوين جبهة شعبية عريضة، توحّد جهود الجميع لتنهض بمهمة وقف الحرب، ومنع تقسيم الوطن المختطف.
.
وكل أجزائه لنا وطن..
..